نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 37
غاياه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد وصفه ، ومن وصفه فقد ألحد فيه ، لا يتغير الله بانغيار المخلوق ، كما لا يتحدد بتحديد المحدود ، أحد لا بتأويل عدد ، ظاهر لا بتأويل المباشرة ، متجل لا باستهلال رؤية ، باطن لا بمزايلة ، مبائن لا بمسافة ، قريب لا بمداناة ، لطيف لا بتجسم ، موجود لا بعد عدم ، فاعل لا باضطرار ، مقدر لا بحول فكرة [1] مدبر لا بحركة ، مريد لا بهمامة ، شاء لا بهمة ، مدرك لا بمجسة [2] سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة . لا تصحبه الأوقات ، ولا تضمنه الأماكن ، ولا تأخذه السنات [3] ولا تحده الصفات ، ولا تقيده الأدوات [4] سبق الأوقات كونه . والعدم وجوده ، والابتداء أزاله ، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له [5] وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له ، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له ، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له ضاد النور بالظلمة ، والجلاية بالبهم ، والجسو بالبلل [6] ، والصرد بالحرور ، مؤلف بين متعادياتها ، مفرق بين متدانياتها ، دالة بتفريقها على مفرقها ، وبتأليفها على مؤلفها ، ذلك قوله عز وجل : ( ومن كل شئ خلقنا زوجين
[1] أي بقوة الفكرة ، وفي نسخة ( د ) و ( ن ) بالجيم . [2] المجسة : آلة الجس . [3] جمع السنة وهي النعاس ، وفي حاشية نسخة ( ب ) و ( د ) ( السبات ) بالباء الموحدة : على وزان الغراب وهو النوم ، أو أوله أو الراحة من الحركات فيه . [4] في نسخة ( ط ) ( ولا تفيده الأدوات ) من الإفادة . [5] لعلو الصانع عن مرتبة ذات المصنوع وكذا فيما يشابه هذه من الفقرات الآتية . [6] جسا يجسو جسوا : يبس وصلب .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 37