نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 268
فقال عليه السلام : وأما قوله تبارك وتعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا ) فهو ميزان العدل يؤخذ به الخلائق يوم القيامة ، يدين الله تبارك و تعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين . وفي غير هذا الحديث الموازين هم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام [1] . وأما قوله عز وجل : ( فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا ) فإن ذلك خاصه . وأما قوله : ( فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ) فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : قال الله عز وجل : لقد حقت كرامتي - أو قال : مودتي - لمن يراقبني ويتحاب بجلالي [2] إن وجوههم يوم القيامة من نور على منابر من نور عليهم ثياب خضر ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : قوم ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، ولكنهم تحابوا بجلال الله ويدخلون الجنة بغير حساب ، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم برحمته . وأما قوله : فمن ثقلت موازينه وخفت موازينه فإنما يعني الحساب ، توزن الحسنات والسيئات ، والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان . فقال عليه السلام : وأما قوله : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) وقوله : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) وقوله : ( توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) وقوله : ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) وقوله : تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ) فإن الله تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء ، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء . أما ملك الموت فإن الله يوكله بخاصة من يشاء من خلقه ، ويوكل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه ، والملائكة الذين سماهم الله عز ذكره وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه ، إنه تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء ، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس لأن منهم القوي والضعيف ، ولأن منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلا من يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه ، وإنما يكفيك أن تعلم
[1] قوله : ( وفي غير هذا الحديث ) إلى هنا من كلام المصنف [2] الترديد من الراوي ، أو كلمة أو للتخيير لوقوع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله مرتين : مرة حقت كرامتي ومرة حقت مودتي .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 268