responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 265


البشر ، كما ليس شئ من خلقه يشبهه ، كذلك لا يشبه فعله تبارك وتعالى شيئا من أفعال البشر ، ولا يشبه شئ من كلامه كلام البشر ، فكلام الله تبارك وتعالى صفته [1] وكلام البشر أفعالهم ، فلا تشبه كلام الله بكلام البشر فتهلك وتضل ، قال : فرجت عني فرج الله عنك ، وحللت عني عقدة فعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين .
فقال عليه السلام : وأما قوله : ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذره في الأرض ولا في السماء ، كذلك ربنا لا يعزب عنه شئ ، وكيف يكون من خلق الأشياء لا يعلم ما خلق وهو الخلاق العليم . وأما قوله : ( لا ينظر إليهم يوم القيمة ) يخبر أنه لا يصيبهم بخير ، وقد تقول العرب : والله ما ينظر إلينا فلان ، وإنما يعنون بذلك أنه لا يصيبنا منه بخير ، فذلك النظر ههنا من الله تعالى إلى خلقه ، فنظره إليهم رحمة منه لهم ، وأما قوله : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) فإنما يعني بذلك يوم القيامة أنهم عن ثواب ربهم محجوبون قال : فرجت عني فرج الله عنك ، وحللت عني عقدة فعظم الله أجرك .
فقال عليه السلام : وأما قوله : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ) وقوله : ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) وقوله : ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله : ( وهو معكم أينما كنتم ) وقوله : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) فكذلك الله تبارك وتعالى سبوحا قدوسا ، تعالى أن يجري منه ما يجري من المخلوقين وهو اللطيف الخبير ، وأجل وأكبر أن ينزل به شئ مما ينزل بخلقه وهو على العرش استوى علمه ، شاهد لكل نجوى ، وهو الوكيل على كل شئ ، والميسر لكل شئ ، والمدبر للأشياء كلها ، تعالى الله عن أن يكون على عرشه علوا كبيرا .
فقال عليه السلام : وأما قوله : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) وقوله : ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) ، قوله : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم



[1] لم يرد به أنه من صفات ذاته لأن أخبارنا تنفي ذلك كالحديث الأول من الباب الحادي عشر ، بل المراد أن كلامه ليس ككلامنا بالحركة والتردد في النفس والتقطيع بالمخارج .

نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست