نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 240
أوقدتموها على ظهوركم ، وفكاك رقابكم التي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ، ويبدل سيئاتكم حسنات ، فإنه ملك كريم ذو الفضل العظيم ، وقد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته والتقدم إلى بين يديه ، وفي المرة الثانية ( حي على الصلاة ) أي قوموا إلى مناجاة ربكم وعرض حاجاتكم على ربكم وتوسلوا إليه بكلامه وتشفعوا به وأكثروا الذكر والقنوت والركوع والسجود والخضوع والخشوع ، وارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا في ذلك ، وأما قوله : ( حي على الفلاح ) فإنه يقول : أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه ونجاة لا هلاك معها ، وتعالوا إلى حياة لا موت معها ، وإلى نعيم لا نفاذ له ، وإلى ملك لا زوال عنه ، وإلى سرور لا حزن معه ، وإلى أنس لا وحشة معه ، وإلى نور لا ظلمة معه [1] وإلى سعة لا ضيق معها ، وإلى بهجة لا انقطاع لها ، وإلى غنى لا فاقة معه ، و إلى صحه لا سقم معها ، وإلى عز لا ذل معه ، وإلى قوة لا ضعف معها ، وإلى كرامة يا لها من كرامة ، وعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى ونجاة الآخرة والأولى ، وفي المرة الثانية ( حي على الفلاح ) فإنه يقول : سابقوا إلى ما دعوتكم إليه ، وإلى جزيل الكرامة وعظيم المنة وسني النعمة والفوز العظيم ونعيم الأبد في جوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مقعد صدق عند مليك مقتدر . وأما قول : ( الله أكبر ) فإنه يقول : الله أعلى وأجل من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه و أطاع ولاة أمره وعرفه وعبده واشتغل به وبذكره وأحبه وأنس به واطمأن إليه ووثق به وخافه ورجاه واشتقاق إليه ووافقه في حكمه وقضائه ورضي به ، وفي المرة الثانية ( الله أكبر ) فإنه يقول : الله أكبر وأعلى وأجل من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه وعقوبته لأعدائه ، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه و أجاب رسوله ، ومبلغ عذابه ونكاله وهو أنه لمن أنكره وجحده ، وأما قوله : ( لا إله إلا الله ) معناه : لله الحجة البالغة عليهم بالرسل والرسالة والبيان والدعوة وهو أجل من أن يكون لأحد منهم عليه حجة ، فمن أجابه فله النور والكرامة ومن
[1] في نسخة ( ط ) و ( ن ) ( وإلى نور لا ظلمة له ) .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 240