نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 114
إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد ، فخر ساجدا ، ثم قال : سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك فمن أجل ذلك وصفوك ، سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك ، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن شبهوك بغيرك ، إلهي لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ، ولا أشبهك بخلقك ، أنت أهل لكل خير فلا تجعلني من القوم الظالمين ) ثم التفت إلينا ، فقال : ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره ، ثم قال : نحن آل محمد النمط الأوسط [1] الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي ، يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين نظر إلى عظمة ربه كان في هيئة الشاب الموفق وسن أبناء ثلاثين سنة يا محمد عظم ربي وجل أن يكون في صفة المخلوقين ، قال : قلت : جعلت فداك من كانت رجلاه في خضرة ؟ قال : ذاك محمد صلى الله عليه وآله كان إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب ، إن نور الله منه اخضر ما - اخضر ، ومنه احمر ما احمر ، ومنه ابيض ما ابيض ، ومنه غير ذلك [2] يا محمد
[1] في أكثر النسخ النمط الوسطي بمعنى الطريقة صح تأنيثه باعتبارها ، ويأتي بمعان أخر . [2] النور تجلى الشئ وظهوره فكل موجود إذا تجلى لموجود كان هذا في نور الموجود المتجلى وعارفا به بقدر نورانية نفسه وذاك مستبينا له ، وكلما كان النورانية أشد كان التجلي أكثر ، فالعرفان أتم ، فالنبي صلى الله عليه وآله تجلى له كل شئ بكماله لأنه أشد نورا من كل شئ إلا الله تعالى فإنه تعالى تجلى له على قدره لا على قدره لأنه لا يتناهى فقال صلى الله عليه وآله : ( ما عرفناك حق معرفتك ) وقال : ( لا أثنى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) ووصف النور بهذه الألوان إشارة إلى مراتب أنوار الأشياء التي كلها من نور الله تعالى . والنور التام فوق التمام هو نور الله وأضعف الأنوار نور عالمنا الجسماني الذي يكاد أن يكون ظلمه ، والمتتبع الناظر في مواضع ذكر النور في الكتاب والسنة يظهر له أحكامه ، وفي الكافي باب النهي عن الصفة : ( إن نور الله منه أخضر ومنه أحمر ومنه أبيض ومنه غير ذلك ) وفي حديث العرش في الباب الخمسين من هذا الكتاب : ( فمن ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة الخ - ) .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 114