نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 65
قلت : فرجت عني فرج الله عنك ، غير أنك قلت : السميع البصير ، سميع بالأذن وبصير بالعين ؟ فقال : إنه يسمع بما يبصر ، ويرى بما يسمع ، بصير لا بعين مثل عين المخلوقين ، وسميع لا بمثل سمع السامعين ، لكن لما لم يخف عليه خافية من أثر الذرة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء تحت الثرى والبحار قلنا : بصير ، لا بمثل عين المخلوقين ، ولما لم يشتبه عليه ضروب اللغات ولم يشغله سمع عن سمع قلنا : سميع ، لا مثل سمع السامعين . قلت : جعلت فداك قد بقيت مسألة ، قال : هات لله أبوك . قلت : يعلم القديم الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون ؟ [1] قال : ويحك إن مسائلك لصعبة ، أما سمعت الله يقول : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) [2] وقوله : ( ولعلا بعضهم على بعض ) [3] وقال يحكي قول أهل النار : ( أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ) [4] وقال : ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ) [5] فقد علم الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون . فقمت لا قبل يده ورجله ، فأدنى رأسه فقبلت وجهه ورأسه ، وخرجت و بي من السرور والفرح ما أعجز عن وصفه لما تبينت من الخير والحظ . قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : إن الله تبارك وتعالى نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة ، وقد علم أنهما يأكلان منها ، لكنه عز وجل شاء أن لا يحول بينهما وبين الأكل منها بالجبر والقدرة [6] كما منعهما من الأكل منها
[1] ( أن ) بالفتح مع ما بعده مأول بالمصدر وبدل اشتمال للشئ الذي هو مفعول يعلم . [2] الأنبياء : 22 . [3] المؤمنون : 91 . [4] فاطر : 37 . [5] الأنعام : 28 . [6] هذا لازم مشيته تعالى لفعل العبد على النحو الذي بيناه .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 65