نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 217
الشأن ، ومعنى رابع : أنه المجيد يقال : عظم فلان في المجد عظامة ، والعظامة مصدر : الأمر العظيم ، والعظمة من التجبر ، وليس معنى العظيم ضخم طويل عريض ثقيل لأن هذه المعاني معاني الخلق وآيات الصنع والحدث وهي عن الله تبارك وتعالى منفية ، وقد روي في الخبر أنه سمي العظيم لأنه خالق الخلق العظيم ورب العرش العظيم وخالقه . ( اللطيف ) اللطيف معناه أنه لطيف بعباده فهو لطيف بهم ، بار بهم ، منعم عليهم واللطف البر والتكرمة ، يقال : فلان لطيف بالناس بار بهم يبرهم ويلطفهم إلطافا ، ومعنى ثان أنه لطيف في تدبيره وفعله يقال : فلان لطيف العمل ، وقد روي في الخبر أن معنى اللطيف هو أنه الخالق للخلق اللطيف كما أنه سمي العظيم لأنه الخالق للخلق العظيم . ( الشافي ) الشافي معناه معروف وهو من الشفاء كما قال الله عز وجل حكاية عن إبراهيم عليه السلام : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [1] فجملة هذه الأسماء الحسنى تسعة و تسعون اسما . وأما ( تبارك ) [2] فهو من البركة وهو عز وجل ذو بركة وهو فاعل البركة وخالقها وجاعلها في خلقه ، وتبارك وتعالى عن الولد والصاحبة والشريك وعما يقول الظالمون علوا كبيرا ، وقد قيل : إن معنى قول الله عز وجل : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) [3] إنما عنى به أن الله الذي يدوم بقاؤه وتبقى نعمه ويصير ذكره بركة على عباده واستدامة لنعم الله عندهم ( هو الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) والفرقان هو القرآن وإنما سماه فرقانا لأن الله عز وجل فرق به بين الحق والباطل ، وعبده الذي أنزل عليه ذلك هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسماه عبدا لئلا يتخذ ربا معبودا ، وهذا رد على من يغلو فيه ، وبين عز وجل أنه نزل عليه ذلك لينذر به العالمين وليخوفهم به من معاصي الله وأليم .
[1] الشعراء : 80 . [2] المذكور في صدر الحديث . [3] الفرقان : 1 .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 217