نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 143
وكل موصوف مصنوع ، وصانع الأشياء غير موصوف بحد مسمى ، لم يتكون فتعرف كينونته بصنع غيره ، ولم يتناه إلى غاية إلا كانت غيره ، ولا يذل من فهم هذا الحكم أبدا [1] وهو التوحيد الخالص ، فاعتقدوه وصدقوه وتفهموه بإذن الله عز وجل ومن زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك [2] لأن الحجاب والمثال والصورة غيره [3] وإنما هو واحد موحد ، فكيف يوحد من زعم أنه عرفه بغيره ، إنما عرف الله من عرفه بالله [4] فمن لم يعرفه به فليس يعرفه ، إنما يعرف غيره ، والله خالق الأشياء لا من شئ ، يسمى بأسمائه فهو غير أسمائه والأسماء غيره ، والموصوف غير الواصف [5] فمن زعم أنه يؤمن بما لا يعرف فهو ضال عن المعرفة ، لا يدرك مخلوق شيئا إلا بالله ، ولا تدرك معرفة الله إلا بالله ، والله خلوا من خلقه ، وخلقه خلو منه ، إذا أراد الله شيئا كان كما أراد بأمره من غير نطق ، لا ملجأ لعباده مما قضى ، ولا حجة لهم فيما ارتضى ، لم يقدروا على عمل ولا معالجة مما أحدث في أبدانهم المخلوقة إلا بربهم ، فمن زعم أنه يقوى على عمل لم يرده الله عز وجل فقد زعم أن إرادته تغلب إرادة الله [6] تبارك الله رب العالمين . قال مصنف هذا الكتاب : معنى ذلك أن من زعم أنه يقوى على عمل لم يرده الله أن يقويه عليه فقد زعم أن إرادته تغلب إرادة الله ، تبارك الله رب العالمين . 8 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه ، قال : حدثني عمي محمد بن
[1] لأن العز كل العز في حقيقة التوحيد . [2] أي زعم أنه يعرف الله بما بينه وبين الله من الأشياء أو بما يتصوره في الذهن ، أو بما حسبه مثلا وشبيها له . [3] والمغاير لا يكون معرفا للمغاير . [4] يأتي لهذا الكلام بيانات في الباب الواحد والأربعين . [5] هذا عبارة أخرى عن قوله في الحديث السادس عشر من الباب الثاني : فالذاكر الله غير الله . [6] لأن لإرادته تعالى في فعل العبد دخلا كما يأتي بيانه في محله إن شاء الله تعالى .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 143