نام کتاب : الاستبصار نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 6
< ملحق = ترجمة المؤلف 16 . tif > ولم يكد نور الإمامة ينطفئ في العلم والعمل ، حتى استقل بالظهور على منصتها شيخ الأمة المترجم له ، وأقيمت منه الاعلام والصوى ، وانتشر عرفه الفياح بين فجاج ذلك المستوى ، وازدلفت إليه العلماء والأفاضل تستضئ بنوره المتألق ، وترتشف من معينه المتدفق ، للتلمذة والحضور تحت منبره ، وتقاطر إليه المستفيدون من كل حدب وصوب ، وبلغت عدة تلامذته إلى ثلاثمائة من مجتهدي الخاصة ، ومن العامة مالا يحصى عددهم ، وقد اعترف الكل بفضله السيال ، وقد روى منه شخصية بارزة ، ونبوغا موصوفا ، وعبقرية ظاهرة في العلم والعمل ، حتى أن خليفة الوقت ( القائم بأمر الله ) عبد الله بن ( القادر بالله ) أحمد جعل له كرسي الكلام والإفادة الذي ما كانوا يسمحون به يوم ذاك إلا لوحيد العصر المبرز في علومه ومعارفه الجمة على قرنائه ومعاصريه . ومن قوة عارضته وتقدم حجته ما أثبته القاضي في المجالس ، وسيدنا الطباطبائي في الرجال : أنه وشي بالشيخ ( ره ) إلى خليفة الوقت العباسي ( أحمد ) أنه هو وأصحابه يسبون الصحابة ، وكتابه المصباح يشهد بذلك ، فقد ذكر أن من دعاء يوم عاشوراء : - اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولا ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع ، اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا . فدعا الخليفة بالشيخ والكتاب فلما أحضر الشيخ ووقف على القصة ألهمه الله أن قال : ليس المراد من هذه الفقرات ما ظنه السعاة بل المراد بالأول قابيل قاتل هابيل وهو أول من سن الظلم والقتل ، وبالثاني قيدار عاقر ناقة صالح ، وبالثالث قاتل يحيى ابن زكريا من أجل بغي من بغايا بني إسرائيل ، وبالرابع عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب . فلما سمع الخليفة من الشيخ تأويله وبيانه قبل منه ذلك ورفع منزلته ، وانتقم من الساعي وأهانه . < / ملحق = ترجمة المؤلف 16 . tif >
ترجمة المؤلف 16
نام کتاب : الاستبصار نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 6