ولقد نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآن قد بايعته المهاجرون والأنصار ، وأن ذلك سدة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته ، وحجابه مضروب على حرمه ، وقد جمع [ القرآن ذلك ] [1] فلا [ تبذخيه ] [2] وسكني عقيراك فلا تضحي بها [ الله من وراء ] [3] هذه الأمة ، قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانك ، ولو أراد أن يعهد إليك فعل . وقد نهاك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفراطة في البلاد ، فإن عمود الإسلام لا يرأبه النساء إن أثلم ولا يشعب بهن إن انصدع ، حماديات النساء غض الأطراف وقصر الوهادة ، وما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض لك ببعض الفلوات وأنت ناصة قلوصا من منهل إلى آخر بعين الله مهواك ، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تردين قد وجهت سدافته وتركت عهده . أقسم بالله لئن سرت مسيرك هذا ، ثم قيل لي : ادخلي الفردوس لاستحييت أن القي رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتكة حجابا قد ضربه علي ، فاجعلي حصنك بيتك [4] ، وقاعة الستر قبرك حتى تلقيه وأنت على
[1] في النسخة : ذلك لك . [2] سقطت من النسخة . [3] سقطت من النسخة . [4] وكانت أم سلمة تطالبها بتطبيق قوله تعالى وقرن في بيوتكن ، ففي تفسير روح المعاني للآلوسي ، روى البزاز عن أنس : أن النساء جئن إلى رسول الله بعد نزول الآية فقلن : لقد ذهب الرجال بالفضل والجهاد ، فهل لنا عمل ندرك به فضل فقال : من قعد منكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين . وقال السيوطي : إن سودة بنت زمعة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لم تحج بعد نزول الآية فقيل لها في ذلك ، فقالت : إني حججت واعتمرت ، وأمرني ربي تعالى شأنه أن أقر في بيتي حتى تخرج جنازتي . وأخرج مسروق : أن عائشة كلما قرأت وقرن في بيوتكن تبكي حتى تبل خمارها . انظر : روح المعاني 22 : 6 ، الدر المنثور 5 : 196 .