نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 368
منار الحق ، وسبيل الهدى ، فتارك الحق مشوه يوم التغابن ، داحضة حجته عند فوز السعداء بالجنة [29] فالايمان يستدل به على الصالحات ، وبالصالحات يعمر الفقه ، وبالفقه يرهب الموت ، وبالموت يختم الدنيا ، وبالدنيا ، تحرز الآخرة [30] وفي القيامة حسرة أهل النار ، وفي
[29] أي من ترك الحق يشوه وجهه ويعلوه السواد وصفرة اليأس يوم يغبن بعض الناس بعضهم ، فيقبح وجهه ، وتكون حجته داحضة باطلة غير مقبولة منه ، عند فوز السعداء ودخولهم الجنة . والمراد من يوم التغابن : القيامة . [30] هذا هو الصوب الموافق لما في نهج البلاغة ، أي إذا رهب الموت وهو ختام الدنيا كانت الرهبة سببا لاحراز الآخرة بالدنيا بالعمل الصالح فيها ، وفي نسخة كنز العمال : " وبالدنيا تخرج الآخرة " الخ وكأنه من سهو الرواة أو من الأخطاء المطبعية ، ثم إن كلامه عليه السلام المنقول في نهج البلاغة هكذا : " سبيل أبلج المنهاج ، أنور السراج ، فبالايمان يستدل على الصالحات ، وبالصالحات يستدل على الايمان ، وبالايمان ، يعمر العلم ، وبالعلم يرهب الموت ، وبالموت تختم الدنيا ، وبالدنيا تحرز الآخرة ، وإن الخلق لا مقصر لهم عن القيامة ، مرقلين في مضمارها إلى الغاية القصوى " . و " المقصر " كمقعد ومجلس لفظا ومعنى أي لا مستقر للخلق في القيامة دون الوقوف بين يدي الله فهم ذاهبون إليه مرقلين أي مسرعين في مضمارها أي في ميدان القيامة . و " القصوى " : الغاية البعيدة . وقوله : " مرقلين " في مضمارها نحو القصبة العليا إلى الغاية القصوى " كأنه مبني على التشبيه أي تشبيه مسارعة الناس في القيامة للوقوف بين يدي الله وإلى الغاية القصوى ، بالمتراهنين في دار الدنيا وتسابقهما إلى ما تراهنا عليه .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 368