responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميزان الحكمة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 784


الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ) * - :
فمن لم يدله خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ، ودوران الفلك بالشمس والقمر ، والآيات العجيبات على أن وراء ذلك أمرا هو أعظم منه ، * ( فهو في الآخرة أعمى ) * قال : فهو عما لم يعاين أعمى وأضل سبيلا [1] .
- الإمام الرضا ( عليه السلام ) - أيضا - : يعني أعمى عن الحقائق الموجودة [2] .
- الإمام الصادق ( عليه السلام ) - وقد سأله زنديق : ما الدليل على صانع العالم ؟ - : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعا صنعها ، ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا ، وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده ! [3] .
- عنه ( عليه السلام ) : أول العبر والأدلة على الباري جل قدسه تهيئة هذا العالم وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه ، فإنك إذا تأملت العالم بفكرك وميزته بعقلك وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج إليه عباده ، فالسماء مرفوعة كالسقف ، والأرض ممدودة كالبساط ، والنجوم منضودة كالمصابيح ، والجواهر مخزونة كالذخائر ، وكل شئ فيها لشأنه معد ، والإنسان كالمملك ذلك البيت ، والمخول جميع ما فيه ، وضروب النبات مهيأة لمآربه ، وصنوف الحيوان ، مصروفة في مصالحه ومنافعه ، ففي هذا دلالة واضحة على أن العالم مخلوق بتقدير وحكمة ، ونظام وملائمة ، وأن الخالق له واحد [4] .
- الإمام علي ( عليه السلام ) : ولو فكروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ، ولكن القلوب عليلة والأبصار مدخولة .
أفلا ينظرون إلى صغير ما خلق ؟ كيف أحكم خلقه ، وأتقن تركيبه ، وفلق له السمع والبصر ، وسوى له العظم والبشر ؟
انظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبت على أرضها وضنت على رزقها . . .
لو فكرت في مجاري أكلها ، وفي علوها وسفلها ، وما في الجوف من شراسيف بطنها ، وما في الرأس من عينها واذنها ، لقضيت من خلقها عجبا ولقيت من وصفها تعبا . . .
فانظر إلى الشمس والقمر ، والنبات والشجر ، والماء والحجر ، واختلاف الليل والنهار ، وتفجر هذه البحار ، وكثرة هذه الجبال ، وطول هذه القلال ، وتفرق هذه اللغات والألسن المختلفات .
فالويل لمن أنكر المقدر ، وجحد المدبر ، زعموا أنهم كالنبات ما لهم زارع ، ولا لاختلاف صورهم صانع ، لم يلجأوا إلى حجة فيما ادعوا ، ولا تحقيق لما وعوا ، وهل يكون بناء من غير بان أو جناية من غير جان ؟ ! [5] .



[1] البحار : 3 / 28 / 2 .
[2] نور الثقلين : 3 / 195 / 350 .
[3] التوحيد : 244 / 1 .
[4] البحار : 3 / 61 وص 26 / 1 .
[5] البحار : 3 / 61 وص 26 / 1 .

نام کتاب : ميزان الحكمة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 784
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست