نام کتاب : ميزان الحكمة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 782
إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من هو دونه ، وتقطع الأسباب من كل من سواه ، وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وإن عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم ، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها ، فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته ، حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه [1] . 1072 - إثبات الصانع [3] قانون العلية الكتاب * ( أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ) * [2] . - الإمام علي ( عليه السلام ) : كل صانع شئ فمن شئ صنع ، والله لا من شئ خلق ما صنع ( 3 ) . - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - وقد سأله رجل من علماء أهل الشام : . . . فالشئ خلقه من شئ أو من لا شئ ؟ - : خلق الشئ لا من شئ كان قبله ، ولو خلق الشئ من شئ ، إذا لم يكن له انقطاع أبدا ، ولم يزل الله إذا ومعه شئ ، ولكن كان الله ولا شئ معه ( 4 ) . - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - من مناظرته زنديقا ، قال الزنديق : من أي شئ خلق الأشياء ؟ - : لا من شئ ، فقال : كيف يجئ من لا شئ ، شئ ؟ قال ( عليه السلام ) : إن الأشياء لا تخلو أن تكون خلقت من شئ أومن غير شئ ، فإن كانت خلقت من شئ كان معه فإن ذلك الشئ قديم ، والقديم لا يكون حديثا ولا يفنى ولا يتغير ، ولا يخلو ذلك الشئ من أن يكون جوهرا واحدا ولونا واحدا ، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى ؟ . ومن أين جاء الموت إن كان الشئ الذي أنشئت منه الأشياء حيا ؟ أو من أين جاءت الحياة إن كان ذلك الشئ ميتا ؟ ولا يجوز أن يكون من حي وميت قديمين لم يزالا ، لأن الحي لا يجئ منه ميت وهو لم يزل حيا ، ولا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما لم يزل بما هو به من الموت ، لأن الميت لا قدرة له ولا بقاء . قال : من أين قالوا . . . قال ( عليه السلام ) : إن الأشياء تدل على حدوثها من دوران الفلك بما فيه . . . وتحرك الأرض ومن عليها ، وانقلاب الأزمنة ، واختلاف الوقت والحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان وموت وبلى ، واضطرار النفس إلى الإقرار بأن لها صانعا ومدبرا ، أما ترى الحلو يصير حامضا ، والعذب مرا ، والجديد باليا ، وكل إلى تغير وفناء ( 5 ) . - عنه ( عليه السلام ) - وقد سئل عن الدليل على الواحد ؟ - : ما بالخلق من الحاجة ( 6 ) .