نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 406
ما تكلمت به حتى توديه إلي واطرح الرأس في حجرها ، ففعل هذا ، فارتاعت له ساعة . ثم وضعت يدها على رأسها وقالت : واحزنا ! لصغره في دار هوان وضيق من ضيمة سلطان ، فنفيتموه عني طويلا وأهديتموه إلي قتيلا ، فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية ، ارجع به أيها الرسول إلى معاوية ، فقل له ولا تطوه دونه : أيتم الله ولدك وأوحش منك أهلك ولا غفر لك ذنبك . فرجع الرسول إلى معاوية ، فأخبره بما قالت ، فأرسل إليها فأتته ، وعنده نفر فيهم أياس بن حسل أخو مالك بن حسل ، وكان في شدقيه نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه وثقل إذا تكلم ، فقال لها معاوية : أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني ؟ قالت : نعم ! غير نازعة عنه ولا معتذرة منه ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء إن نفع الاجتهاد ، وأن الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئا من جزائك وإن الله بالنقمة من ورائك . فأعرض عنها معاوية . فقال أياس : أقتل هذه يا أمير المؤمنين ، فوالله ما كان زوجها أحق بالقتل منها ! فالتفت إليه ، فلما رأته ناتئ الشدقين ثقيل اللسان ، قالت : تبا لك ! ويلك ! بين لحيتيك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس ، إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض ، وما تريد أن تكون من المصلحين ، فضحك معاوية ، ثم قال : لله درك ! أخرجي ثم لا أسمع بك في شئ من الشام . قالت : وأبي لأخرجن ! ثم لا تسمع لي في شئ من الشام ، فما الشام لي بحبيب ولا أعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ولا أحن فيها إلى سكن ، ولقد عظم فيها ديني وما قرت فيها عيني ، وما أنا فيها إليك بعائدة ولا حيث كنت بحامدة فأشار إليها ببنانه : أخرجي ، فخرجت وهي تقول :
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 406