نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 235
أحدثك يا معاوية عنه ثم أحدثك عما سألت ، نزل بالحسين ابنه ضيف ، فاستسلف درهما اشترى به خبزا ، واحتاج إلى الإدام ، فطلب من قنبر خادمهم أن يفتح له زقا من زقاق عسل جاءتهم من اليمن ، فأخذ منه رطلا . فلما طلبها عليه السلام ليقسمها قال : يا قنبر ، أظن أنه حدث بهذا الزق حدث ؟ فأخبره ، فغضب عليه السلام وقال : علي بحسين ! فرفع عليه الدرة ، فقال : بحق عمي جعفر ! وكان إذا سئل بحق جعفر سكن ، فقال له : ما حملك أن أخذت منه قبل القسمة ؟ قال : إن لنا فيه حقا فإذا أعطيناه رددناه . قال : فداك أبوك ! وإن كان لك فيه حق فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم . أما لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل ثنيتك لأوجعتك ضربا ! ثم دفع إلى قنبر درهما كان مصرورا في ردائه وقال : اشتر به خير عسل تقدر عليه . قال عقيل : والله لكأني أنظر إلى يدي علي وهي على فم الزق وقنبر يقلب العسل فيه ثم شده وجعل يبكي ويقول : اللهم اغفر لحسين ، فإنه لم يعلم . فقال معاوية : ذكرت من لا ينكر فضله ، رحم الله أبا حسن ، فلقد سبق من كان قبله وأعجز من يأتي بعده ، هلم حديث الحديدة . قال : نعم ، أقويت وأصابتني مخمصة شديدة ، فسألته فلم تند صفاته ، فجمعت صبياني وجئته بهم ، والبؤس والضر ظاهران عليهم . فقال : ائتني عشية لأدفع إليك شيئا . فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي ، ثم قال : ألا فدونك ! فأهويت حريضا قد غلبني الجشع أظنها صرة ، فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا ! فلما قبضتها نبذتها وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره ، فقال لي : ثكلتك أمك ! هذا من حديدة أوقدت له نار الدنيا ، فكيف بي وبك غدا إن سلكنا في
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 235