نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 127
إبليس ليوم هيجاء ، وإن له هوى سيرديه ، ورأيا سيطغيه ، وبطانة ستقويه ، وجزاء سيئة سيئة مثلها . فقال عبد الله : يا عمرو ، إن أقتل فرجل أسلمه قومه وأدركه يومه ، أفلا كان هذا منك ، إذ تحيد عن القتال ونحن ندعوك إلى النزال ، وأنت تلوذ بسمال النطاف وعقائق الرصاف ، كالأمة السوداء والنعجة القوداء ، لا تدفع يد لامس ؟ ! فقال عمرو : أما والله ، لقد وقعت في لهاذم شذقم للأقران ذي لبد ، ولا أحسبك منفلتا من مخاليب أمير المؤمنين . فقال عبد الله : أما والله يا بن العاص ! إنك لبطر في الرخاء ، جبان عند اللقاء ، غشوم إذا وليت ، هيابة إذا لقيت ، تهدر كما يهدر العود المنكوس المقيد بين مجرى الشوك ، لا يستعجل في المدة ، ولا يرتجى في الشدة ، أفلا كان هذا منك ؟ إذا غمرك أقوام لم يعنفوا صغارا ولم يمزقوا كبارا ، لهم أيد شداد وألسنة حداد ، يدعمون العوج ويذهبون الحرج ، يكثرون القليل يشفون الغليل ويعزون الذليل . فقال عمرو : أما والله ، لقد رأيت أباك يومئذ تخفق أحشاؤه وتبق أمعاؤه وتضطرب أطلاؤه ، كأنما انطبق عليه صمد . فقال عبد الله : يا عمرو ، إنا قد بلوناك ومقالتك ، فوجدنا لسانك كذوبا غادرا ، خلوت بأقوام لا يعرفونك وجند لا يسأمونك ، ولو رمت المنطق في غير أهل الشام لجحظ إليك عقلك وتلجلج لسانك ولاضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي أثقله حمله . فقال معاوية : إيها عنكما ! وأمر بإطلاق عبد الله ، فقال عمرو لمعاوية : أمرتك أمرا حازما فعصيتني * وكان من التوفيق قتل ابن هاشم أليس أبوه يا معاوية الذي * أعان عليا يوم حز الغلاصم فلم ينثني حتى جرت من دمائنا * بصفين أمثال البحور الخضارم
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 127