نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 386
فإذا فرغ منه اشتغل بتعلم العلوم العربية ، فإنها أول آلات الفهم ، وأعظم أسباب العلم الشرعي ، فيقرأ أولا علم التصريف ، ويتدرج في كتبه من الأسهل إلى الأصعب ، والأصغر إلى الأكبر حتى يتقنه ويحيط به علما . ثم ينقل إلى النحو ، فيشتغل فيه على هذا النهج ويزيد فيه بالجد والحفظ فإن له أثرا عظيما في فهم المعاني ، ومدخلا جليلا في إتقان الكتاب والسنة ، لأنهما عربيان . ثم ينتقل منه إلى بقية العلوم العربية : فإذا فرغ منها أجمع اشتغل بالمنطق . وحقق مقاصده على النمط الأوسط ، ولا يبالغ فيه مبالغته في غيره ، لان المقصود منه يحصل بدونه ، وفي الزيادة تضييع للوقت غالبا . ثم ينقل منه إلى علم الكلام ، ويتدرج فيه كذلك ، ويطلع على طبيعياته ليحصل له بذلك ملكة البحث والاطلاع على مزايا العوالم وخواصها . ثم ينتقل منه إلى أصول الفقه ، متدرجا في كتبه ومباحثه كذلك ، وهذا العلم أولى العلوم بالتحرير ، وأحقها بالتحقيق بعد علم النحو لمن يريد التفقه في دين الله تعالى ، فلا يقتصر منه على القليل ، فبقدر ما يحققه تتحقق عنده المباحث الفقهية والأدلة الشرعية . ثم ينتقل منه إلى علم دراية الحديث ، فيطالعه ويحيط بقواعده ومصطلحاته وليس من العلوم الدقيقة ، وإنما هو مصطلحات مدونة وفوائد مجموعة . فإذا وقف على مقاصده انتقل إلى قراءة الحديث بالرواية والتفسير والبحث والتصحيح على حسب ما يقتضيه الحال ويسعه الوقت ، ولا أقل من أصل 1 منه يشتمل على أبواب الفقه وأحاديثه . ثم ينتقل منه إلى البحث عن الآيات القرآنية المتعلقة بالأحكام الشرعية ، وقد
1 - يريد من " الأصل " جامعا روائيا ك " التهذيب " و " الاستبصار " و " كتاب من لا يحضره الفقيه " . لا الأصل بمعناه الاصطلاحي ، الذي منه الأصول الأربعمائة المشهورة .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 386