نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 262
ولا يمشي إلى جانبه إلا لحاجة أو إشارة منه ، ويحترز من مزاحمته بكتفه أو بركابه إن كانا راكبين ، وملاصقة ثيابه ، ويؤثره بجهة الظل في الصيف ، وبجهة الشمس في الشتاء ، وبجهة الجدار في الرصافات 1 ونحوها ، وبالجهة التي لا تقرع الشمس فيها وجهه إذا التفت إليه . ولا يمشي بينه وبين من يحدثه ، ويتأخر عنهما إذا تحدثا ، أو يتقدم ، ولا يقرب ولا يستمع ولا يلتفت ، فإن أدخلاه في الحديث فليأت من جانب آخر ولا يشق بينهما . وإذا مشى مع الشيخ اثنان ، فاكتنفاه فالأولى أن يكون أكبرهما عن يمينه ، وإن لم يكتنفاه تقدم أكبرهما وتأخر الأصغر . وإذا صادف الشيخ في طريقه بدأه بالسلام ، ويقصده إن كان بعيدا ، ولا يناديه ، ولا يسلم عليه من بعيد ولا من ورائه ، بل يقرب منه ثم يسلم ، ولا يشير ، ابتداء بالأخذ في طريق حتى يستشيره ، ويبادر 2 فيما يستشيره فيه مطلقا بالرد إلى رأيه إلا أن يلزمه بإظهار ما عنده ، أو يكون ما رآه الشيخ خطأ ، فيظهر ما عنده بتلطف وحسن أدب ، كقوله : يظهر أن المصلحة في كذا ، ولا يقول : الرأي عندي كذا ، أو الصواب كذا ونحو ذلك . واعلم أن هذه الآداب مما قد دل النص على جملة منها ، بل على أشرفها وأهمها ، والباقي مما يستنبط منه بإحدى الطرق التي تبني عليها الاحكام التي أحدها مراعاة العادة المحكمة في مثل ذلك . والله الموفق .
1 - قال في " لسان العرب " ج 9 / 120 مادة " رصف " : " الرصف : حجارة مرصوف بعضها إلى بعض . . . الرصفة - بالتحريك - : واحدة الرصف ، وهي الحجارة التي يرصف بعضها إلى بعض في مسيل فيجتمع فيها ماء المطر " . 2 - في " تذكرة السامع " / 110 : " يتأدب " بدل " يبادر " .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 262