نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 250
هذا البكور ، وأغلب على القرب منه ، فنظرت إلى سرب 1 بجنب الدرب فاقتحمته ، فلما توسطت ضاق بي ، ولم أقدر على الخروج ، ولا على الدخول فاقتحمته أشد اقتحام ، حتى تخلصت بعد أن تخرقت ثيابي وأثر السرب في لحمي حتى انكشف العظم ، ومن الله بالخروج ، فوافيت مجلس الشيخ على تلك الحال . ثم قال 2 : فأين أنت مما عرض لي ؟ ثم أنشد بيت الحماسة : 3 دببت للمجد والساعون قد بلغوا * جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم * وفاز بالمجد من وافى ومن صبرا 4 لا تحسب المجد تمرا أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا 5
1 - السرب : الطريق ، يقال : خل سربه ، أي طريقه . ( " أساس البلاغة " / 207 ، " المصباح المنير " / 322 ، " سرب " . ) 2 - يعني أبا علي القالي . 3 - هكذا في جميع النسخ ، ولكن في " الصلة " و " إنباه الرواة " : " ثم أنشدنا " بدل " ثم أنشد بيت الحماسة " ، وكلاهما صحيح ، لأن هذه الأبيات أيضا مروية في كتاب " الحماسة " لأبي تمام ، وقد جرت عادتهم إذا نقلوا شيئا مما فيه أن يقولوا : بيت الحماسة ، أو قال الحماسي ونحوه . قال البغدادي في " شرح شواهد شرح الشافية " : " والحماسي : منسوب إلى كتاب الحماسة ، وهو مجموعة أشعار من شعر الجاهلية والإسلام ، انتقاها واختارها أبو تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر المشهور ، . . . وقد رتب أبو تمام ما اختاره على عدة أبواب : أولها باب الحماسة . . . وقد اشتهر تسميته بالجزء الأول منه ، والحماسة : الشجاعة . وقد جرت عادة المصنفين إذا استشهدوا بشئ مما فيه أن يقولوا : قال الحماسي ، ونحوه ، والمراد الشاعر المذكور في كتاب الحماسة . . . " ( " شرح شافية ابن الحاجب " ج 4 / 8 ) ، وانظر أيضا ما يأتي في تعاليقنا على المطلب الثاني من الخاتمة ، ص 382 ، التعليقة 1 ، و " شرح ديوان الحماسة " ج 1 / 3 4 ، 7 ، 10 . وهذه الأبيات الثلاثة مذكورة في باب الهجاء من كتاب " الحماسة " لأبي تمام ، انظر " شرح ديوان الحماسة " ج 3 / 1511 . وراجع للاطلاع على كتاب الحماسة وطبعاته ومخطوطاته وشروحه " تاريخ الأدب العربي " ج 1 / 77 - 80 . 4 - في جميع النسخ : " قل " بدل " مل " والصواب ما أثبتناه كما في " أمالي القالي " ج 1 / 146 ، و " " الصلة " ، و " إنباه الرواة " و " شرح ديوان الحماسة " ج 3 / 1511 . وأيضا في هذه المصادر الأربعة : " وعانق المجد من أوفى . . . " بدل " وفاز بالمجد من وافى . . . " وأيضا في " شرح ديوان الحماسة " : " فكابروا المجد " بدل " وكابدوا المجد " . 5 - هذه الأبيات في " أمالي القالي " ج 1 / 146 ، رواها عن أبي بكر بن دريد عن بعض العرب و " شرح ديوان الحماسة " ج 3 / 1511 ، عن رجل من بني أسد . وتمام الحكاية في " إنباه الرواة " ج 3 / 362 - 363 ، و " الصلة " ج 2 / 656 - 657 - كما قلنا ، و " تلخيص ابن مكتوم " ، المخطوط بعد ، كما في " إنباه الرواة " ج 3 / 363 ، الهامش . وزاد ابن بشكوال في " الصلة " ج 2 / 657 : " قال أبو نصر : فكتبناها عنه من قبل أن يأتي موضعها في نوادره ، وسلاني بما حكاه ، وهان عندي ما عرض لي من تلك الثياب واستكثرت من الاختلاف إليه ولم أفارقه حتى مات " . وقال المرزوقي في " شرح ديوان الحماسة " ج 3 / 1512 - في شرح هذه الأبيات - : " يقول : تباطأ سعيك للمجد ، ولما سعيت كان سعيك دبيبا وطلاب المجد قد جهدوا أنفسهم ، وألقوا الأزر دونه ، تخفيفا عن أنفسهم وتشهيرا في طلبهم ، وهذا مثل . والمراد أن ما يفعله الساعي في سعيه إذا طلب شيئا من التجرد والتخفف ليدرك مطلوبة ، قد فعلوه [ كذا ] . ثم أخذ يفصل مجهودهم من بعد ، فقال : كابروا المجد ، أي جاهدوه ليبلغوه قسرا لاختلا فمن صبر وأوفى ناله واحتواه ظافرا به معانقا له ، ومن مل وقصر - وهم الأكثر - خاب وأخفق ورجع نادما لاهيا عنه ، وقوله : لا تحسب المجد ، تقريع ، والمراد : لا تظنن المجد يدرك بالسعي القصير واستعمال التعذير ، وعلى ملازمة الراحة دون توطين النفس على الكد الشديد والمجاهدة ، فإنه لن ينال إلا بتجرع المرارات دونه ، واقتحام المعاطب بسببه ، ويقال : لعقت الصبر لعقا . واسم ما يلعق هو اللعوق " .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 250