نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 245
7 - تبجيل الشيخ في غيبته وحضوره
8 - تعظيم حرمة الشيخ في نفسه واقتداؤه به ومراعاة هديه
ونقل بعض الأفاضل عن بعض مشايخه ، قال : حكيت لشيخي مناما لي فقلت : رأيت أنك قلت في كذا وكذا ، فقلت لك لم ذاك ؟ قال : فهجرني شهرا ولم يكلمني ، وقال : لولا أنه كان في باطنك تجويز المطالبة وإنكار ما أقول لك ، لما جرى ذلك على لسانك في المنام . 1 والامر كما قال ، إذ قلما يرى الانسان في منامه خلاف ما يغلب في اليقظة على قلبه . السابع : أن يبجله في خطابه وجوابه ، في غيبته وحضوره ، ولا يخاطبه بتاء الخطاب وكافه ، ولا يناديه من بعد ، بل يقول : " يا سيدي " و " يا أستاذ " وما أشبه ذلك ، ويخاطبه بصيغ الجمع تعظيما نحو " ما تقولون في كذا " و " ما رأيكم في كذا " و " قلتم رضي الله عنكم " أو " تقبل الله منكم " أو " رحمكم الله " . ولا يسميه في غيبته باسمه إلا مقرونا بما يشعر بتعظيمه ، كقوله : قال الشيخ ، أو الأستاذ ، أو شيخنا ، أو شيخ الاسلام ، ونحو ذلك . الثامن : 2 تعظيم حرمته في نفسه واقتداؤه به ، ومراعاة هديه 3 في غيبته وبعد موته ، فلا يغفل عن الدعاء له مدة حياته ، ويرد غيبته ، ويغضب لها 4 زيادة عما يجب رعايته في غيره ، فإن عجز عن ذلك قام وفارق المجلس . ويرعى ذريته وأقاربه ، وأوداءه ومحبيه في حياته وبعد موته ، ويتعاهد زيارة قبره والاستغفار له ، والترحم عليه والصدقة عنه ، ويسلك في السمت والهدي مسلكه ، ويراعي في العلم والدين عادته ، ويقتدي بحركاته وسكناته في عباداته وعاداته ، ويتأدب بآدابه ، ومن ثم كان الأهم تحصيل شيخ صالح ليحسن الاقتداء به . ثم إن قدر على الزيادة عليه بعد الاتصاف بصفته فعل ، وإلا اقتصر على
1 - لم أظفر بناقل الحكاية ومصدرها . 2 - لاحظ " تذكرة السامع " / 90 . 3 - هكذا في النسخ المخطوطة و " ه " ، وهو بمعنى : سيرته ، قال في " المصباح المنير " / 783 ، مادة " هدي " : " والهدي مثال فلس : السيرة " وفي النسخ المطبوعة سوى " ه " : " هذه " بدل " هديه " وهو خطأ كما لا يخفى ، ويحتمل بعيدا أن يكون الصواب " هذين " إشارة إلى تعظيم حرمته في نفسه واقتدائه به . فتأمل . 4 - أي لحرمته كما في هامش " ة " ويمكن أن يكون الضمير عائدا إلى غيبته .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 245