نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 200
16 - تقديم الأسبق فالأسبق في التعليم إذا ازدحموا
17 - إيصاء الطالب بالرفق إذا سلك فوق ما يقتضيه حاله
ينشط ، ويبعث على الاتصاف بتلك الصفات المرجحة . السادس عشر : أن يقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق ، ولا يقدمه بأكثر من درس إلا برضا الباقين ، ويختار إذا كانت الدروس في كتاب واحد باتفاق منهم وهو المسمى بالتقسيم أن يبدأ في كل يوم بدرس واحد منهم ، فإن الدرس المبدأ به ربما حصل فيه من النشاط في التقرير ما لا يحصل في غيره ، إلا إذا علم من نفسه عدم الملالة وبقاء النشاط ، فيرتب الدروس بترتيب الكتاب ، فيقدم درس العبادات على درس المعاملات وهكذا ، وإن رأى مع ذلك تقديم الأسبق ليحض المتأخر على التقدم كان حسنا . وينبغي أن لا يقدم أحدا في نوبة غيره ، ولا يؤخره عن نوبته إلا إذا رأى في ذلك مصلحة كنحو ما ذكرنا ، فإن سمح بعضهم لغيره في نوبته فلا بأس ، وإن جاؤوا معا وتنازعوا أقرع بينهم بشرطه الآتي - مع بيان المسألة مفصلة - إن شاء الله تعالى في القسم الثالث من النوع الثالث . السابع عشر 1 : إذا سلك الطالب في التحصيل فوق ما يقتضيه حاله أو تحمله طاقته وخاف ضجره ، أوصاه بالرفق بنفسه وذكره بقول النبي صلى الله عليه وآله : إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى 2 .
1 - لاحظ " تذكرة السامع " / 55 - 57 . 2 - " الكافي " ج 2 / 87 ، كتاب الايمان والكفر ، باب الاقتصاد في العبادة ، الحديث 6 ، ونص الحديث هكذا : " عن أبي عبد الله عليه السلام قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي ! إن هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك ، [ ف ] إن المنبت - يعني المفرط - لا ظهرا أبقي ولا أرضا قطع ، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما ، واحذر من يتخوف أن يموت غدا " واعلم أنه قال الشريف الرضي في " المجازات النبوية " / 260 ، في شرح هذا الحديث الشريف : " ووصف الدين بالمتانة ههنا مجاز ، والمراد أنه صعب الظهر ، شديد الأسر ، مأخوذ من متن الانسان وهو : ما اشتد من لحكم منكبيه ، وإنما وصفه عليه والصلاة والسلام بذلك لمشقة القيام بشرائطه والأداء لوظائفه ، فأمر عليه الصلاة والسلام أن يدخل الانسان أبوابه مترفقا ، ويرقى هضابه متدرجا ، ليستمر على تجشم متاعبه ، ويمرن على امتطاء مصاعبه ، وشبه عليه الصلاة والسلام العابد الذي يحسر منته ، ويستنفد طاقته ، بالمنبت وهو الذي يفد السير ، ويكد الظهر ، منقطعا من رفقته ومنفردا عن صحابته ، فتحسر مطيته ولا يقطع شقته ، وهذا من أحسن التمثيلات وأوقع التشبيهات ، ومما يقوي المراد بهذا الخبر . . . " . وقال ابن الأثير في " النهاية " ج 1 / 92 ، مادة " بتت " : " وفيه [ يعني في الحديث ] فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى . يقال للرجل إذا انقطع به في سفره وعطبت راحلته : قد أنبت ، من البت : القطع ، وهو مطاوع بت ، يقال : بته وأبته ، يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده لم يقض وطره وقد أعطب ظهره " . وراجع أيضا " مجمع الأمثال " ج 1 / 7 ، و " لسان العرب " ج 2 / 7 - 8 ، " بتت " . وفي هذا المعنى قال سعدي - في " گلستان " / 649 ، الباب الثامن - : به چشم خويش ديدم در بيابان * كه آهسته سبق برد از شتابان سمند بادپاى از تك فروماند * شتربان همچنان آهسته مى راند
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 200