نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 187
إذا ظهرت البدع في أمتي ، فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنه الله 1 . وما جاءت الغفلة في الغالب واستيلاء الجهالة ، والتقصير عن معرفة الفرائض الدينية ، والقيام بالوظائف الشرعية والسنن الحنيفية وأداء الصلوات عليه وجهها ، إلا من تقصير العلماء من إظهار الحق على وجهه ، وإتعاب النفس في إصلاح الخلق وردهم إلى سلوك سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة . بل لا يكتفي علماء السوء بالتقصير عن ذلك حتى يمالئوهم 2 على الباطل ويؤانسوهم ، فتزيد رغبة الجاهل وانهماك الفاسد ، ويقل وقار العالم ويذهب ريح العلم . ولقد قال بعض العلماء 3 - ونعم ما قال - : إن كل قاعد في بيته أينما كان فليس خاليا عن المنكر من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم معالم الدين وحملهم على المعروف ، سيما العلماء فإن أكثر الناس جاهلون بالشرع في الواجبات العينية كالصلاة وشرائطها سيما في القرى والبوادي . فيجب كفاية أن يكون في كل بلد وقرية واحد يعلم الناس دينهم ، باذلا نفسه للارشاد والتعليم باللطف ، متوصلا إليه بالرفق وكل ما يكون وسيلة إلى قبولهم ، وأهمه قطع طمعه عنهم ومن أموالهم ، فإن من علموا منه الرغبة في شئ من ذلك زهدوا فيه وفي علمه ، واضمحل أمرهم بسبب ذلك ، وأما إذا قصد وجه الله تعالى وامتثال أمره ، وقع ذلك في قلوب الخاصة والعامة ، وانقادوا لامره واستقاموا على نهج السداد . وهذا كله إذا لم يكن عليه خطر ، ولا على أحد من المسلمين ضرر في ذلك وإلا فالله أحق بالعذر . روى عبد الله بن سليمان ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول ، وعنده رجل
1 - " الكافي " ج 1 / 54 ، كتاب فضل العلم ، باب البدع والرأي والمقاييس ، الحديث 2 ، " المحاسن " / 231 ، الحديث 176 ، " بحار الأنوار " 2 / 72 ، الحديث 35 نقلا عن " المحاسن " . 2 - " مالأه على الامر : ساعده وعاونه " ( " المعجم الوسيط " ج 2 / 882 ، " ملا " ) . 3 - هو الغزالي في " إحياء علوم الدين " ج 2 / 299 .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 187