نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 161
ولأبعدنه من وصلي ، أيؤمل غيري في الشدائد ، والشدائد بيدي ، ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري ؟ ! وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقه ، وبابي مفتوح لمن دعاني ، فمن الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها ؟ ! ومن الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني ؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة ، فلم يرضوا بحفظي ، وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي ، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي ، فلم يثقوا بقولي ، ألم يعلم من طرقته نائبه من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري ، إلا من بعد إذني ، فمالي أراه لاهيا عني ؟ ! أعطيته بجودي ما لم يسألني ، ثم انتزعته عنه ، فلم يسألني رده ، وسأل غيري ! أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ، ثم أسأل فلا أجيب سائلي ؟ ! أبخيل أنا فيبخلني عبدي ؟ ! أوليس الجود والكرم لي ؟ أوليس العفو والرحمة بيدي ؟ أوليس أنا محل الآمال ؟ فمن يقطعها دوني ؟ أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري ؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا ، ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة ، وكيف ينقص ملك أنا قيمه ؟ فيا بؤسا للقانطين من رحمتي ، ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني 1 . ورواه الشيخ المبرور 2 رحمة الله عليه بسند آخر عن سعيد بن عبد الرحمن ، وفي آخره : فقلت يا ابن رسول الله أمل علي . فأملاه علي ، فقلت : لا والله ما أسأله حاجة بعدها 3 . أقول : ناهيك بهذا الكلام الجليل الساطع نوره من مطالع النبوة على أفق الإمامة من الجانب القدسي حاثا على التوكل على الله تعالى ، وتفويض الامر إليه والاعتماد في جميع المهمات عليه ، فما عليه مزيد من جوامع الكلام في هذا المقام . .
1 - " الكافي " ج 2 / 66 - 67 ، كتاب الايمان والكفر ، باب التفويض إلى الله والتوكل عليه ، الحديث 7 . 2 - يعني الشيخ الكليني قدس سره . 3 - " الكافي " ج 2 / 67 ، كتاب الايمان والكفر ، باب التفويض إلى الله والتوكل عليه ، الحديث 8
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 161