نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 155
والمناقشة عليه أعظم ، وهو تطهير النفس عن الرذائل الخلقية : من الكبر والرئاء والحسد والحقد ، وغيرها من الرذائل المهلكات ، مما هو مقرر في علوم تختص به ، وحراسة اللسان عن الغيبة والنميمة ، وكلام ذي اللسانين ، وذكر عيوب المسلمين وغيرها . وكذا القول في سائر الجوارح ، فإن لها أحكاما تخصها وذنوبا مقررة في محالها ، لابد لكل أحد من تعلمها وامتثال حكمها ، وهي تكليفات لا توجد في كتاب البيوع والإجارات وغيرها من كتب الفقه ، بل لا بد من الرجوع فيها إلى علماء الحقيقة العاملين ، وكتبهم المدونة في ذلك . وما أعظم اغترار العالم بالله تعالى في رضاه بالعلوم الرسمية ، وإغفاله إصلاح نفسه وإرضاء ربه تبارك وتعالى . وغرور من هذا شأنه يظهر لك من حيث العلم ومن حيث العمل : 1 أما العمل ، فقد ذكرنا وجه الغرور فيه ، وأن مثاله مثال المريض إذا تعلم نسخة الدواء ، واشتغل بتكراره وتعليمه ، لا بل مثاله مثال من به علة البواسير والبرسام ، وهو مشرف على الهلاك ، محتاج إلى تعلم الدواء واستعماله ، فاشتغل بتعلم دواء الاستحاضة ، وتكرار ذلك ليلا ونهارا ، مع علمه بأنه رجل لا يحيض ولا يستحيض ، ولكنه يقول : ربما يقع علة الاستحاضة لامرأة ، وتسألني عنه ، وذلك غاية الغرور ، حيث ترك تعلم الدواء النافع لعلته مع استعماله ، ويشتغل بما ذكرناه . كذلك المتفقه المسكين ، قد تسلط عليه اتباع الشهوات ، والاخلاد إلى الأرض 2 ، والحسد والرئاء والغضب والبغضاء والعجب بالاعمال التي يظنها من الصالحات ، ولو فتش عن باطنها وجدها من المعاصي الواضحات ، فليلتفت إلى قوله صلى الله عليه وآله : .
1 - لاحظ " إحياء علوم الدين " ج 3 / 338 - 339 . 2 - تعبير لطيف مستفاد من الآية 176 من سورة الأعراف ( 7 ) : " . . . ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هويه . . . " .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 155