نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 127
وللآخر : تعودت النار فادخلها . والدليل على أن العلم جنة ، والجهل نار أن : كمال اللذة في إدراك المحبوب 1 ، وكمال الألم في البعد عن المحبوب ، فالجراحة إنما تؤلم ، لأنها تبعد جزء من البدن عن جزء ، والمحبوب من تلك الأجزاء هو الاجتماع . والاحراق بالنار أشد إيلاما من الجرح ، لان الجرح لا يفيد 2 إلا تبعيد جزء معين عن جزء معين ، والنار تغوص في جميع الأجزاء ، وتقتضي تبعيد بعض الاجزاء عن بعض 3 . وإذا تقرر ذلك ، فكلما كان الادراك أغوص وأشد ، والمدرك أشرف وأكمل ، والمدرك أبقى وأنقى ، فاللذة أشرف . ولا شك أن محل اللذة هو الروح ، وهو أشرف من البدن ، وأن إدراك العقل أغوص وأشرف ، وأما المعلوم فلا شك أنه أشرف ، لأنه هو الله رب العالمين ، وجميع مخلوقاته من الملائكة وغيرهم ، وجميع تكليفاته ، وأي معلوم أشرف من ذلك 4 ؟ ! فإذا قد تطابق العقل والنقل على شرف العلم ، وارتفاع محله ، وعظم جوهره ، ونفاسة ذاته . ولنقتصر من المقدمة على هذا القدر . .
1 - ما أثبتناه مطابق للمصدر ، ويقتضيه نسق العبارة ، ومطابق أيضا لما نقله صدر المتألهين قدس سره في " شرح أصول الكافي " / 136 ، عن " تفسير الرازي " ولكن في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة " إدراك المخفيات " بدل إدراك المحبوب " . 2 - ما أثبتناه مطابق للمصدر ، والمعنى يقتضيه أيضا ، وفي جميع النسخ : " لا يقبل " بدل " لا يفيد " وهو لا يرجع إلى محصل . 3 - هذه الجملة وردت في المصدر هكذا : " . . . تبعيد جميع الأعضاء بعضها عن بعض " وهو أولى وأصح . 4 - " تفسير الرازي " ج 2 / 185 - 186 ، بما هو أبسط مما ذكره المؤلف
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 127