نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 120
فإن تكن عالما لم ينفعك علمك ، وإن كنت جاهلا يزيدوك جهلا ، ولعل الله أن يظلهم بعقوبة فتعمك معهم 1 . وفي التوراة : قال الله تعالى لموسى عليه السلام : عظم الحكمة ، فإني لا أجعل الحكمة في قلب أحد إلا وأردت أن أغفر له ، فتعلمها ثم اعمل بها ، ثم أبدلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا والآخرة 2 . وفي الزبور : قل لأحبار بني إسرائيل ورهبانهم : حادثوا من الناس الأتقياء فإن لم تجدوا فيهم تقيا ، فحادثوا العلماء ، فإن لم تجدوا عالما ، فحادثوا العقلاء ، فإن التقى والعلم والعقل ثلاث مراتب ما جعلت واحدة منهن في خلقي ، وأنا أريد هلاكه 3 . قيل 4 : وإنما قدم التقى ، لان التقى لا يوجد بدون العلم ، كما تقدم من أن الخشية لا تحصل إلا بالعلم ، ولذلك قدم العلم على العقل ، لان العالم لابد وأن يكون عاقلا . في الإنجيل قال الله تعالى في السورة السابعة عشرة منه : ويل لمن سمع بالعلم ولم يطلبه ، كيف يحشر مع الجهال إلى النار ! ؟ اطلبوا العلم وتعلموه ، فإن العلم إن لم يسعد كم لم يشقكم ، وإن لم يرفعكم لم يضعكم ، وإن لم يغنكم لم يفقركم ، وإن لم ينفعكم لم يضركم ، ولا تقولوا : نخاف أن نعلم ، فلا نعمل ، ولكن قولوا : نرجو أن نعلم ونعمل ، والعلم يشفع لصاحبه ، وحق على الله أن لا يخزيه ، إن الله تعالى يقول يوم القيامة : يا معشر العلماء ! ما ظنكم بربكم ؟ فيقولون : ظننا أن يرحمنا ويغفر لنا . فيقول تعالى : فإني قد فعلت ، إني قد استودعتكم حكمتي لا لشر أردته بكم ، بل لخير أردته بكم ، فادخلوا في صالح .
1 - " الكافي " ج 1 / 39 ، كتاب فصل العلم ، باب مجالسة العلماء وصحبتهم ، الحديث 1 ، " جامع بيان العلم وفضله " ج 1 / 128 - 129 . 2 - " تفسير الرازي " ج 2 / 188 ، " درة التاج " ج 1 / 33 . 3 - " تفسير الرازي " ج 2 / 188 ، " درة التاج " ج 1 / 34 35 . 4 - القائل الفخر الرازي . راجع " تفسير الرازي " ج 2 / 188
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 120