نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 115
من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا ، فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به ، جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور يضئ لأهل تلك العرصات ، وحلة لا يقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها . ثم ينادي مناد : هذا عالم من بعض تلامذة آل محمد ، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله ، فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان ، فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا ، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا أو أوضح له عن شبهة . قال : وحضرت امرأة عند فاطمة الصديقة عليها السلام ، فقالت : إن لي والدة ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك ، فأجابتها عن ذلك ، ثم ثنت فأجابت ، ثم ثلثت ، إلى أن عشرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة ، وقالت : لا أشق عليك يا بنت رسول الله . قالت فاطمة عليها السلام : هاتي سلي عما بدا لك ، أرأيت من اكتري 2 يصعد يوما إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار أيثقل عليه ؟ قالت : لا . فقالت أكريت [ خ ل : اكتريت ] أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا ، فأحرى أن لا يثقل علي ، سمعت أبي صلى الله عليه وآله يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم ، وجدهم في إرشاد عباد الله ، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور ، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : أيها الكافلون لأيتام آل محمد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ! هؤلاء تلامذتكم ، والأيتام الذين كفلتموهم ، ونعشتموهم ، فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا ، فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذ عنهم من العلوم ، حتى أن فيهم - يعني في الأيتام - لمن يخلع عليه مائة ألف حلة ، .
1 - " لا يقوم ، بتشديد الواو ، من التقويم ، أو بالتخفيف ، أي لا يقاومها ولا يعاد لها " ( " بحار الأنوار " ج 2 / 3 ) . 2 - في جمع النسخ المطبوعة وكذلك المخطوطة : " من الذي " بدل " من اكتري " والصواب هو الثاني كما في " تفسير العسكري " عليه السلام ، ص 136 ، ط . القديمة ، وص 340 ط . الحديثة ، و " بحار الأنوار " ج 2 / 3 ، نقلا عنه
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 115