نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 391
تتمة الكتاب اعلم وفقك الله تعالى أني قد أو صحت لك السبيل ، وعلمتك كيفية المسير ، وبينت لك كمال الآداب ، وحثثتك على دخول هذا الباب ، فعليك بالجد والتشمير ، واغتنام أيام عمرك القصير ، في اقتناء الفضائل النفسانية ، والحصول على الملكات العلمية ، فإنها سبب لسعادتك المؤبدة ، وموجبه لكمال النعمة المخلدة ، فإنها من كمالات نفسك الانسانية ، وهي باقية أبدا لا تعدم كما تحقق في العلوم الحكمية ، ودلت عليه الآيات القرآنية والاخبار النبوية ، فتقصيرك في تحصيل الكمال في أيام هذه المهلة القليلة موجب لدوام حسرتك الطويلة . واعتبر في نفسك الآن إن كنت ذا بصرة أنك لا ترضى بالقصور عن أبناء نوعك من بلدك أو محلتك ، وتتألم بزيادة علمهم على علمك وارتفاع شأنهم على شأنك ، مع أنك وهم في دار خسيسة ، وعيشة دنية زائلة علما قليل ، ولا يكاد يطلع على نقصك من الخارجين عنك إلا القليل ، فكيف ترضى لنفسك إن كنت عاقلا بأن تكون غدا في دار البقاء عند اجتماع جميع العوالم من الأنبياء والمرسلين ، والشهداء ، والصالحين ، والعلماء الراسخين ، والملائكة المقربين ، ومنازلهم في تلك
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 391