بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للايمان ، وأوضح لنا سبل البرهان ، وجعلنا من المتمسكين بولاية علي أمير المؤمنين سلام الله عليه . والصلاة والسلام على خير الأنام ، المظلل بالغمام ، أبي القاسم محمد بن عبد الله ، وعلى عترته الطيبين الطاهرين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قبل التحدث عن هذا الكتاب ومؤلفه - كما جرت عليه عادة المحققين في كتابة مقدمة لكل كتاب يقومون بتحقيقه - لابد من الإشارة إلى نقطتين رئيستين : إحداهما : سبب اختياري هذا الكتاب . وثانيهما : أهمية موضوعه وتأثيره ايجابا أو سلبا في المجتمع الاسلامي . فأقول : أولا : بعد أن خضت هذا البحر المتلاطمة أمواجه ، وداست قدماي الأشواك حيث شاركت إخواني المحققين في التحقيق ، فحققت عدة كتب في مجالات شتى : الفقه ، الرجال ، الأخلاق ، العقائد ، وغيرها . كانت نفسي تنازعني دائما في أن أكتب قبسات من أخبار أهل البيت عليهم السلام ، وجملة من صفاتهم وآثارهم ومناقبهم ومثالب أعدائهم ، أو أحقق كتابا يحتوي على ذلك .