أقول : روى هذه الخطبة بألفاظها ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة ، من كتاب أبي بكر ، أحمد بن عبد العزيز الجوهري في السقيفة ، قال : قال أبو بكر : حدثني محمد بن زكريا ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الحسن بن صالح ، قال : حدثني رجلان من بني هاشم ، عن زينب بنت علي ابن أبي طالب صلوات الله عليهما ، قال : وقال جعفر بن محمد بن عمارة : حدثني أبي ، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه . قال أبو بكر : وحدثني عثمان بن عمران العجيفي ، عن نائل بن نجيح بن عمير بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر بن محمد بن علي عليهما السلام . قال أبو بكر : وحدثني أحمد بن محمد بن يزيد ، عن عبد الله بن محمد ابن سليمان ، عن أبيه عبد الله بن الحسن بن الحسن ، قالوا جميعا : لما بلغ فاطمة عليها السلام اجماع أبي بكر على منعها فدك ، لاثت خمارها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ، ثم أشار إلى هذه الخطبة ، فذكر التحميد الذي في الخطبة الثانية : " الحمد لله الذي على ما أنعم ، وله الشكر بما ألهم " وأحال باقي الخطبة على الشهرة ، ولم يذكرها ( 1 ) . وكذلك صنع الصدوق قدس الله روحه في كتاب علل الشرائع والاحكام ، ذكر منها ما يتضمن العلل ( 2 ) ، وكذلك في كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال : والخطبة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة ( 3 ) . رواه في الفقيه والعلل عن أحمد بن محمد بن جابر ، عن زينب بنت علي عليهما السلام قالت : قالت فاطمة صلوات الله عليها في خطبتها في معنى فدك : " لله فيكم عهد قدمه " إلى قولها عليها السلام : " انتهوا عما نهاكم
1 - شرح نهج البلاغة 2 : 402 . 2 - علل الشرائع : 248 . 3 - من لا يحضره الفقيه 3 : 372 حديث 1754 .