قال ابن الحديد في تفسير قوله صلى الله عليه وآله وسلم يخاطب أهل البصرة : " كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة ، قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها ، وغرق من في ضمنها " . وقال الرضي رضي الله عنه في رواية أخرى : " وأيم الله لتغرقن بلدتكم هذه حتى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة أو كناعمة جاثمة " . وفي رواية أخرى : " كجؤجؤ طير في لجة بحر " . قال : والصحيح ان المخبر به قد وقع ، فإن البصرة غرقت مرتين : مرة في أيام القادر بالله ، ومرة في أيام القائم بالله ، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزا بعضه كجؤجؤ الطائر حسب ما أخبر به أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف دورها ، وغرق كل ما في ضمنها ، وهلك كثير من أهلها . وأخبار هذين الغرقين معروفين عند أهل البصرة ، يتناقله خلفهم عن سلفهم ( 1 ) . انتهى . قال ابن الأثير في النهاية : في حديث علي " كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة ، أو كجؤجؤ طائر في لجة بحر " : الجؤجؤ : الصدر ، وقيل : عظامه ، والجمع الجآجئ ( 2 ) . انتهى . وفي نهج البلاغة من ذلك الكثير الواسع .
1 - شرح نهج البلاغة 1 : 84 . 2 - النهاية 1 : 232 " جؤجؤ " .