الفصل الرابع في خبر الدار وما يتبعه من الآثار الدالة على الوزارة والوصاية قال ابن الأثير في تأريخه المعروف بالكامل : عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله أنه قال : " لما نزلت : * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * ( 1 ) دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت ذرعا ، وعرفت أني متى أبادرهم أرى منهم ما أكره " . ثم ذكر أن النبي ( ص ) أمر أمير المؤمنين ( ع ) بأن يصنع طعاما لعشيرته وهم يقربون من أربعين رجلا ، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة رضي الله عنه ، والعباس ، وأبو لهب ، فذكر جمعه ( ع ) لهم وتفرقهم قبل الانذار . ثم قال : فقال لعلي : " فعد لنا من الطعام ما صنعت ، ثم اجمعهم لي ، ففعلت كما فعلت بالأمس ، فأكلوا وسقيتهم ذلك العس ( 2 ) ، فشربوه ورووا جميعا ثم تكلم رسول الله ( ص ) فقال : يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الامر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها جميعا فقلت - واني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم ( 3 ) عينا ،
1 - الشعراء : 214 . 2 - العس : القدح العظيم . الصحاح 3 : 949 " عسى " . 3 - الرمص : وسخ يجتمع في موق العين ، فأن سال فهو غمص ، وأن جمد فهو رمص . مجمع البحرين 4 : 172 " رمص " .