نام کتاب : مناقب آل أبي طالب نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 59
فقال علي عليه السلام : أتأمرني بالصبر في نصر أحمد * ووالله ما قلت الذي قلت جازعا ولكنني أحببت أن ترتضونني * وتعلم اني لم أزل لك طائعا وسعيي لوجه الله في نصر أحمد * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا وكانوا لا يأمنون إلا في موسم العمرة في رجب وموسم الحج في ذي الحجة فيشترون ويبيعون فيهما . وكان النبي صلى الله عليه وآله في كل موسم يدور على قبائل العرب فيقول لهم : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة ، وأبو لهب في اثره يقول : انه ابن أخي وهو كذاب ساحر ، فأصابهم الجهد . وبعثت قريش إلى أبي طالب : ادفع الينا محمدا حتى نقتله ونملكك علينا ، فأنشأ أبو طالب اللامية التي يقول فيها : ( وابيض يستسقى الغمام بوجهه ) فلما سمعوا هذه القصيدة أيسوا منه . فكان أبو العاص بن الربيع وهو ختن [1] رسول الله صلى الله عليه وآله يجئ بالعير [2] بالليل عليها البر والتمر إلى باب الشعب [3] ثم تصبح بها فحمد النبي فعله فمكثوا بذلك أربع سنين . وقال ابن سيرين ثلاث سنين . وفي كتاب شرف المصطفى : فبعث الله على صحيفتهم الأرضة [4] فلحستها فنزل جبرئيل فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بذلك فأخبر النبي أبا طالب ، فدخل أبو طالب على قريش في المسجد فعظموه وقالوا : أردت مواصلتنا وأن تسلم ابن أخيك الينا ؟ قال : لا والله ما جئت لهذا ولكن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني ان الله قد أخبره بحال صحيفتكم فابعثوا إلى صحيفتكم ، فإن كان حقا فاتقوا الله وارجعوا عما أنتم عليه من الظلم وقطيعة الرحم ، وإن كان باطلا دفعته إليكم . فأتوا بها وفكوا الخواتيم فإذا فيها باسمك اللهم واسم محمد فقط ، فقال لهم أبو طالب : اتقوا الله وكفوا عما أنتم عليه ، فسكتوا وتفرقوا فنزل ( ادع إلى سبيل ربك ) قال : كيف أدعوهم وقد صالحوا على ترك الدعوة ؟ فنزل ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) ، فسأل النبي صلى الله عليه وآله نوفل بن عبد مناف الذي أجار النبي لما انصرف من الطائف ، وزهير بن أمية المخزومي ختن أبي طالب على
[1] الختن ؟ بفتحتين : كل من كان من قبل المرأة مثل الأب والأخ جمعه أختان . [2] العير بالكسر : كل ما امتير عليه إبلا كانت أو حميرا . [3] الشعب بالفتح : ما انقسمت فيه قبائل العرب والجمع شعوب مثل فلس وفلوس . ويقال للشعب : الحي العظيم . [4] الأرضة كقصة : دويبة تأكل الخشب .
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 59