responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناقب آل أبي طالب نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 17


وكان تبع الأول من الخمسة التي كانت لهم الدنيا بأسرها فسار في الآفاق وكان يختار من كل بلدة عشرة أنفس من حكمائهم ، فلما وصل إلى مكة كان معه أربعة آلاف رجل من العلماء فلم يعظمه أهل مكة فغضب عليهم وقال لوزيره عميا ريسا في ذلك فقال الوزير : انهم جاهلون ويعجبون بهذا البيت ، فعزم الملك في نفسه أن يخربها ويقتل أهلها فأخذه الله بالصدام [1] وفتح من عينيه واذنيه وأنفه وفمه ماء منتنا عجزت الأطباء عنه وقالوا : هذا أمر سماوي ، وتفرقوا .
فلما أمسى جاء عالم إلى وزيره وأسر إليه : إن صدق الأمير بنيته عالجته ، فاستأذن الوزير له فلما خلا به قال له : هل أنت نويت في هذا البيت أمرا ؟ قال : كذا وكذا فقال العالم : تب من ذلك ولك خير الدنيا والآخرة ، فقال : قد تبت مما كنت نويت فعوفي في الساعة فآمن بالله وبإبراهيم الخليل ، وخلع على الكعبة سبعة أثواب ، وهو أول من ؟ ؟ الكعبة ، وخرج إلى يثرب ويثرب هي أرض فيها عين ماء ، فاعتزل من بين أربعة آلاف رجل عالم أربعمائة رجل عالم على أنهم يسكنون فيها وجاؤا إلى باب الملك وقالوا : انا خرجنا من بلداننا وطفنا مع الملك زمانا وجئنا إلى هذا المقام إلى أن نموت فيه ، فقال الوزير : ما الحكمة في ذلك ؟ قالوا : اعلم أيها الوزير ان شرف هذا البيت بشرف محمد صاحب القرآن والقبلة واللواء والمنبر مولده بمكة وهجرته إلى ههنا وانا على رجاء أن ندركه أو يدركه أولادنا ، فلما سمع الملك ذلك تفكر أن يقيم معهم سنة رجاء أن يدرك محمدا ، وأمر أن يبنوا أربعمائة دار لكل واحد دارا وزوج كل واحد منهم بجارية معتقة وأعطى لكل واحد منهم مالا جزيلا .
ابن بابويه في كتاب النبوة أنه قال أبو عبد الله ( ع ) : ان تبعا [2] قال للأوس والخزرج : كونوا ههنا حتى يخرج هذا النبي اما أنا لو أدركته لخدمته ولخرجت معه . وروي أنه قال :
قالوا بمكة بيت مال داثر * وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد بادرت أمرا حال ربي دونه * والله يدفع عن خراب المسجد فتركت فيه من رجالي عصبة * نجبا ذوي حسب ورب محمد وكتب كتابا إلى النبي عليه السلام يذكر فيه إيمانه وإسلامه وانه من أمته



[1] الصدام بالكسر داء في رؤس الدواب ، ولا يضم وإن كان هو القياس .
[2] تبع : جمعه تبابعة ، يقال ذلك لملوك اليمن ، ولا يسمى به الا إذا كانت له حمير وحضر موت .

نام کتاب : مناقب آل أبي طالب نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست