نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 462
يا أبا ذر : ما عبد الله عز وجل على مثل طول الحزن . يا أبا ذر : من أوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق أن يكون قد أوتي علما لا ينفعه ، إن الله نعت العلماء فقال عز وجل : " إن الذين أوتو العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " . يا أبا ذر : من استطاع أن يبكي فليبك . ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك ، إن القلب القاسي بعيد من الله تعالى ولكن لا يشعرون . يا أبا ذر : يقول الله تعالى : لا أجمع على عبد خوفين ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة . يا أبا ذر : لو أن رجلا كان له كعمل سبعين نبيا لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة . يا أبا ذر : إن العبد ليعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمن ذنب ذنوبه فيقول : أما إني كنت خائفا مشفقا فيغفر له . يا أبا ذر : إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها ويعمل المحقرات حتى يأتي الله وهو عليه غضبان . وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها يأتي آمنا يوم القيامة . يا أبا ذر : إن العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنة ، فقلت : وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : يكون ذلك الذنب نصب عينيه تائبا منه قارا إلى الله عز وجل حتى يدخل الجنة . يا أبا ذر : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت . والعاجز من أتبع نفسه وهواها وتمنى على الله عز وجل الأماني . يا أبا ذر : إن أول شئ يرفع من هذه الأمة : الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا . يا أبا ذر : والذي نفس محمد بيده لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة أو ذباب ما سقى الكافر منها شربة من ماء . يا أبا ذر : إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله . وما من شئ أبغض إلى الله تعالى من الدنيا خلقها ثم عرضها فلم ينظر إليها ولا ينظر إليها حتى
نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 462