نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 15
لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا . ولا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أوليهم ، يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصير للغريب على الجفوة في منطقة ومسألته ، حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم [1] ، ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه [2] ، ولا يقبل الثناء إلا عن مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام . قال : قلت : كيف كان سكوته ؟ قال : كان سكوت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على أربعة : على الحلم والحذر والتقدير والتفكر ، فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى ، وجمع له الحلم والصبر ، فكان لا يغضبه شئ ولا يستنفره ، وجمع له الحذر في أربعة : أخذه بالحسن ليقتدي به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده فيما أصلح أمته ، والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة . الفصل الثاني في نبذ من أحواله وأخلاقه من كتاب شرف النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغيره في تواضعه وحيائه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ، وكان يوم خيبر ويوم قريضة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته إكاف من ليف [3] .
[1] يعني أنهم يستجلبوا الفقير لئلا يؤذي النبي . [2] الرفادة . الضيافة وورود المدعو على الداعي . والرفد بكسر الراء : الهبة والعطية . [3] المخطوم : من خطم الحمار بحبل أي جعله على أنفه . والاكاف : برذعة الحمار وجله .
نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 15