كلمة واحدة ولا ينتهي عن ذلك ولو أشرف على القتل . وفي تذكرة الحفاظ للذهبي : " وعلى رأسه فتى من قريش ، فقال : أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا . . . " [1] الحديث . أبو ذر في بيت الله الحرام في مستدرك الحاكم [2] بسنده عن حنش الكناني ، قال سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله يقول : " مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم [3] . أبو ذر في مسجد الرسول ( ص ) وغيره وأورد اليعقوبي تفصيل خبر أبي ذر مع السلطة في تاريخه [4] وقال : " وبلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في مسجد رسول الله ، ويجتمع إليه الناس ، [5] فيحدث بما فيه الطعن عليه . وأنه وقف بباب المسجد فقال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، أنا جندب بن جنادة الربذي ، إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ، محمد الصفوة من نوح ، فالآل [6] من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، والعترة الهادية من محمد . . . ومحمد وارث علم آدم وما فضل به النبيون ، وعلي بن أبي طالب وصي محمد ، ووارث علمه . أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها ! أما لو قدمتم من قدم الله ، وأخرتم من أخر الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ، ولما عال ولي الله ، ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ، إلا وجدتم علم ذلك عندهم ، من كتاب الله وسنة نبيه ، فأما إذ فعلتم ما فعلتم ، فذوقوا وبال أمركم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
[1] ج 1 / 18 . [2] ج 2 / 343 . [3] حنش في الإصابة ، رجل من غفار . [4] ج 2 / 171 . [5] يظهر من سياق الخبر أن أبا ذر كان يفعل ذلك في مسجد الرسول في موسم الحج كفعله في منى وبباب الكعبة ، فإنه لو كان في غير موسم الحج لم يكن بحاجة إلى أن يعرف نفسه لاخوته الذين كانوا يعاشرونه في المدينة . [6] في النسخة المطبوعة : ( فالأول ) ، خطأ مطبعي .