وعبادة هذا كان أحد النقباء الاثني عشر على الأنصار يوم بيعة العقبة الكبرى [1] حين قال النبي صلى الله عليه وآله للنيف والسبعين من الأنصار الذين بايعوه اخرجوا إلي اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم ، فأخرجوا من بينهم اثني عشر نقيبا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للنقباء : أنتم على قومكم بما فيهم ، كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام . . . [2] ان عبادة بن الصامت أحد أولئك النقباء الاثني عشر روى من بنود البيعة التي بايعوا الرسول عليها : " ان لا ينازعوا الامر أهله " . وإنما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله من " أمر " الوارد في هذا الحديث الصحيح ، والذي يذكر فيه اخذ البيعة من اثنين وسبعين رجلا وامرأتين من الأنصار ان لا ينازعوا أهله ، هو الامر الذي تنازعوا عليه في سقيفة بني ساعدة [3] وأهل الامر هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " [4] . وان رسول الله صلى الله عليه وآله وان لم يشخص هنا ولي الأمر من بعده ، لأنه لم يكن من الحكمة ان يعرف ولي الأمر من بعده وهو من غير قبيلة الأنصار ، ولعل نفوس بعض المبايعين لم تكن تتحمل ذلك يومئذ ، غير أنه اخذ البيعة منهم ان لا ينازعوه حين يعينه لهم بعد ذلك . وقد عين الرسول صلى الله عليه وآله ولي الأمر من بعده وشخص وصيه وخليفته في مجتمع أصغر من هذا المجتمع ، وذلك في أول يوم دعا الأقربين إليه للاسلام ،
[1] ترجمة عبادة في الاستيعاب ج 2 / 412 ، وأسد الغابة 3 / 106 - 107 . [2] الطبري ، ط . أوروبا 1 / 1221 . [3] راجع نزاع الأنصار القبلي مع المهاجرين في : فصل السقيفة وبيعة أبي بكر ، بأول الكتاب . [4] النساء 59 . ويأتي تفسيرها والأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله حوله في بحوث الكتاب إن شاء الله تعالى .