صرت أقرن إلى هذه النظائر [1] ! ! لكني أسففت إذ أسفوا [2] وطرت إذ طاروا ، فصغى رجل منهم لضغنه [3] ومال الآخر لصهره [4] مع هن وهن [5] إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه [6] بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع [7] إلى أن انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله [8] وكبت به بطنته [9] فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي [10] ينثالون علي من كل جانب ، حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم [11] فلما نهضت بالامر نكثت طائفة ، ومرقت أخرى ، وقسط آخرون [12] كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول : " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " بلى ! والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم [13] وراقهم زبرجها ، أما
[1] المشابه بعضهم بعضا دونه . [2] أسف الطائر : دنا من الأرض ، يريد أنه لم يخالفهم في شئ . [3] صغى صغيا وصغا صغوا : مال ، والضغن : الضغينة يشير إلى سعد . [4] يشير إلى عبد الرحمن . [5] يشير إلى أغراض أخرى يكره ذكرها ، وقد أشرنا إلى بعضها في باب مناقشة الشورى . [6] يشير إلى عثمان وكان ثالثا بعد انضمام كل من طلحة والزبير وسعد إلى صاحبه كما تراه في خبر القضية . ونافجا حضنيه : رافعا لهما ، والحضن : ما بين الإبط والكشح . يقال للمتكبر : جاء نافجا حضنيه . ويقال مثله لمن امتلأ بطنه طعاما والنثيل : الروث . والمعتلف : من مادة علف موضع العلف وهو معروف ، أي : لا هم له إلا ما ذكر . [7] الخضم ، على ما في القاموس : الاكل مطلقا ، أو بأقصى الأضراس ، أو مل . الفم بالمأكول ، أو خاص بالشئ الرطب . والقضم : الاكل بأطراف الأسنان أخف من الخضم . والنبتة - بكسر النون - كالنبات في معناه . [8] انتكث فتله : انتقض . وأجهز عليه عمله : تمم قتله ، تقول : أجهزت على الجريح ، وذففت عليه . [9] البطنة - بالكسر - البطر والأشر والكظة " أي : التخمة والاسراف في الشبع " ، وكبت به : من كبا الجواد إذ أسقط لوجهه . [10] عرف الضبع : ما كثر على عنقها من الشعر ، وهو ثخين ، يضرب به المثل في الكثرة والازدحام . وينثالون : يتتابعون مزدحمين ، والحسنان : ولداه الحسن والحسين وشق عطفاه : خدش جانباه من الاصطكاك . وفي رواية " شق عطافي " والعطاف الرداء . وكان هذا الازدحام لأجل البيعة على الخلافة . [11] ؟ ربيضة الغنم : الطائفة الرابضة من الغنم ، يصف ازدحامهم حوله وجثومهم بين يديه . [12] الناكثة : أصحاب الجمل ، والمارقة : أصحاب النهروان . والقاسطون - أي الجائرون - أصحاب صفين . [13] حليت الدنيا : من حليت المرأة إذا تزينت بحليها . والزبرج : الزينة من وشي أو جوهر .