ثم يجدد الله دين الاسلام بارسال نبي جديد ينسخ بعض الشعائر والطقوس التي لامسها التحريف . ولما ارسل الله خاتم أنبيائه محمد ( ص ) بالقرآن انزل فيه أصول الاسلام من عقائد واحكام في آيات محكمة وأوحى إليه تفصيل ما انزل في القرآن ليبين للناس ما نزل إليهم [1] فعلمهم الرسول شرائع الاسلام من كيفية ركعات الصلاة وتعدادها ، وما يمسكون عنه في الصوم وشرائطه ، والطواف وأشواطه وبدايته ونهايته . إلى غيرها من احكام واجبة ومستحبة ومحرمة ، فتكون منها لدى المسلمين الحديث النبوي الشريف ، وكذلك جعل الله تجسيد الاسلام في سيرة رسول الله ( ص ) وأمر الناس باتباعه في قوله تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " الأحزاب / 21 . وسمي مجموع السيرة والحديث النبوي في الشرع الاسلامي بالسنة وأمرنا الله ورسوله باتباع سنة الرسول [2] . وهكذا أكمل الله تبليغ الاسلام إلينا في القرآن والسنة النبوية ، وتوفي الرسول ( ص ) بعد ان أخبر أمته وحذرها بأنه يجري في هذه الأمة ما جرى في الأمم السابقة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وأنه لو دخل من الأمم السابقة أحدهم في جحر ضب لدخل من هذه الأمة أحدهم كذلك في جحر ضب [3] . وكان من أمر التحريف في هذه الأمة أن الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن من
[1] قال سبحانه : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " النحل / 44 . [2] أمر الله في آية : " كان لكم في رسول أسوة حسنة بالاقتداء بسيرة الرسول ( ص ) ، وفي آية : " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " الحشر / 7 ، أمر بالعمل بحديث الرسول ( ص ) : والسنة عبارة عنهما . [3] تجد تفصيل الأحاديث الواردة في هذا الشأن في البحث الخامس من البحوث التمهيدية بالجزء الثاني من ( مائة وخمسون صحابي مختلق ) . وراجع - أيضا - نصوص الأحاديث في المصادر التالية : أ - اكمال الدين للصدوق ص 576 وروى المجلسي عنه في البحار ( 8 / 3 ) وفي تفسير الآية " لتركبن طبقا عن طبقا " في كل من : مجمع البيان للطبرسي . وجلاء الأذهان لكازر - ب - صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ( ح / 3 ) . ج 2 / 171 وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب قول النبي ( ص ) " لتتبعن سنن من كان قبلكم . . . " الحديث ( ح 1 و 2 ) ج 4 / 176 وفتح الباري بشرح البخاري ( 17 / 63 و 64 ) . ج - وصحيح مسلم بشرح النووي ( 16 / 219 ) كتاب العلم . د - صحيح الترمذي ( 9 / 27 - 28 ) و 10 / 109 . ه - سنن ابن ماجة ( ح 3994 ) . و - مسند الطيالسي ( ح 1346 ) و ( 2178 ) ز - مسند أحمد ( 2 / 327 و 367 و 450 و 511 و 527 ) و ( 3 / 84 و 94 ) و ( 4 / 125 و 5 / 218 و 340 ) . ح - ومجمع الزوائد ( 7 / 261 ) عن الطبراني . ط - كنز العمال 11 / 123 عن الطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك . ي - في تفسير الآية ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا ) من سورة آل عمران في الدر المنثور للسيوطي عن المستدرك للحاكم .