النصوص الواردة عن الرسول في حقهم منيت بأنواع من الكتمان الذي ذكرناه لأنها كانت مخالفة لسياسة الخلفاء مدى القرون ولم يبق منها في كتب مدرسة الخلفاء سوى النزر اليسير الذي غفل العلماء عنها وأوردوها في كتبهم ووفقنا الله تعالى إلى العثور عليها ، نوردها في ما يأتي بحوله تعالى مضافا إلى ما سبق ايرادها من النصوص . وزير النبي أ - في القرآن الكريم مع بيانه من سنة الرسول سيأتي إن شاء الله قول الرسول ( ص ) للإمام علي ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) وقد ذكر الله منزلة هارون من موسى في ما حكاه من أمرهما ، قال سبحانه في ما حكاه من طلب موسى من ربه : " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري " طه / 29 - 31 . وقال سبحانه في استجابة طلبه " ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه وزيرا " الفرقان / 35 . ب - متى اتخذ الرسول ( ص ) عليا وزيرا . يوم دعا رسول الله ( ص ) بني عبد المطلب وقال لهم : " أيكم يؤازرني على هذا الامر . . . " وأجابه من بينهم الإمام علي وحده . اتخذه رسول الله ( ص ) يومئذ وزيرا في أمره . وروت أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله يقول : " اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي " ، دعا رسول الله ( ص ) ربه وقال : " اللهم إني أقول كما قال أخي موسى اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليا ، أشدد به أزري " [1] . وبتفسير آية " واجعل لي وزيرا من أهلي " من تفسير السيوطي لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله ربه وقال : اللهم أشدد أزري بأخي علي فأجابه إلى ذلك . وروى ابن عمر عن رسول الله ( ص ) أنه قال للإمام علي : " أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي . . . إلى آخر الحديث في فضل الإمام علي [2] . وأثبت رسول الله ( ص ) للإمام علي ( ع ) بقوله له : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " جميع ما كان لهارون من موسى عدا النبوة وفي مقدمة ما كان لهارون أنه كان وزير موسى ، وسيأتي ذكر مصادره .
[1] الرياض النضرة ، ج 2 / 163 ، عن مناقب أحمد بن حنبل . [2] معجم الزوائد ، ج 9 / 121 ، وكنز العمال ، ط . الأولى ج 6 / 155 ، عن الطبراني .