responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 289


سيف ذلك بدافع زندقته وإن العلماء يروجون هذه الروايات المختلقة بدلا من الروايات الصحيحة مع علمهم بأنها غير صحيحة بدافع الدفاع عن السلطة الحاكمة وذويهم من خلفاء وولاة وأمراء ! ! !
وهذا النوع من الكتمان غير قليل عند علماء مدرسة الخلفاء .
خلاصة بحث أنواع الكتمان بمدرسة الخلفاء قد رأينا العلماء بمدرسة الخلفاء مجمعين على كتمان كل رواية أو خبر يسبب توجيه النقد إلى ذوي السلطة في صدر الاسلام ، وولاتهم وذويهم محتجين في ذلك بأن أولئك كانوا من صحابة الرسول ولا يصح ذكر ما يسبب انتقادهم ، بينا هم نشروا من الروايات المكذوبة ما فيه طعن على أبرار صحابة رسول الله الفقراء أمثال عمار وأبي ذر وابن مسعود .
وفي سبيل الدفاع عن ذوي السلطة ، تارة يكتمون كل الرواية والخبر وأحيانا يحذفون من الخبر والرواية بعضها الذي يوجه النقد إلى ذوي السلطة بسببها ويأتون بباقي الرواية مما لا يوجب النقد عليهم ، وتارة أخرى يبدلون من الرواية والخبر ما يسبب النقد على الولاة بكلمة مبهمة لا يفهم منها شئ من المراد ، وأخرى يحرف بعضهم الخبر والرواية بأنواع التحريف حتى يبلغ الامر إلى أن يجعل الحليم البار ظالما سفيها ، والظالم المتعنت بارا حليما ، أي يبدل الشئ إلى نقيضه تماما ثم يتسابق الآخرون إلى نشر ذلك الخبر المحرف والرواية المختلقة وتوثيقها واشاعتها في المجتمعات الاسلامية بدل الخبر الصحيح والرواية الصحيحة ، التي تسبب النقد على الحكام والامراء ويتسابقون كذلك ويتعاونون في تضعيف الرواية التي تسبب النقد على ذوي السلطة والطعن براويها وبمؤلف الكتاب الذي أورد الرواية فيه بأنواع الطعون والتضعيف والتسخيف ، وإن لم يستطيعوا كل ذلك أولوا الرواية والخبر إلى ما فيه مصلحة ذوي السلطة ويبدل النقد الموجه إليهم إلى مدحهم والثناء عليهم .
ويحترمون من التزم بهذا الاتجاه ويجلونه على قدر التزامه بالأسلوب المذكور ، يوثقون الراوي الملتزم بذلك ويصفون خبره بالصحيح ويصفون تأليف المؤلف الملتزم بهذا النهج بالوثاقة والصحة على قدر التزامهما بالمسلك المتفق عليه ويشهرونهما ويذكرونهما بكل تجلة واحترام . ومن ثم اشتهرت سيرة ابن هشام في مدرسة الخلفاء ومن تابعهم بالوثاقة لالتزامهم بما اتفقوا عليه وأهملت سيرة ابن إسحاق لعدم التزامه بالأسلوب المقبول عندهم وتركوا تدارسها واستنساخها حتى أدى ذلك إلى فقدان سيرة ابن إسحاق في حين أن ابن هشام أخذ جميع ما حوته سيرته من سيرة ابن إسحاق

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : السيد مرتضى العسكري    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست