ج - تأويل معنى الحديث من سنة الرسول ( ص ) من أنواع الكتمان بمدرسة الخلفاء تأويل معنى الرواية كما فعل الذهبي [1] بترجمة النسائي صاحب السنن ، فإنه قال : سئل النسائي أن يخرج فضائل معاوية ، قال : أي شئ أخرج ؟ حديث اللهم لا تشبع بطنه ، فقال الذهبي : ( قلت لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وآله : اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة ) . قال الذهبي ( ت : 748 ه ) : [ لعله ] . وجاء بعده ابن كثير ( ت : 774 ه ) وقال : ( وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه ) وهذا نص كلامه [2] في الرواية التي وردت في شأن معاوية ، في صحيح مسلم ، باب " من لعنه النبي أو سبه ، جعله الله له زكاة وطهورا " من كتاب البر والصلة ، عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ( ص ) فتواريت خلف باب ، قال : فجاء فخطاني خطاة وقال : " اذهب وادع لي معاوية " قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، قال ثم قال لي : " اذهب فادع لي معاوية " قال فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : " لا أشبع الله بطنه " [3] كان هذا لفظ مسلم . وأورد الحديث ابن كثير في تاريخه وزاد على كلام رسول الله ( ص ) بعد قوله : " اذهب وادع لي معاوية " جملة ( وكان يكتب الوحي ) وهذا لفظ ابن كثير : " عن ابن عباس . قال : كنت ألعب مع الغلمان فإذا رسول الله ( ص ) قد جاء ، فقلت : ما جاء الا إلي ، فاختبأت على باب فجاءني فخطاني خطاة أو خطاتين ، ثم قال : " اذهب فادع لي معاوية - وكان يكتب الوحي - قال : فذهبت فدعوته " . له ، فقيل : انه يأكل ، فأتيت رسول الله ( ص ) فقلت انه يأكل ، فقال : اذهب فادعه ، فأتيته الثانية فقيل : انه يأكل فأخبرته ، فقال في الثالثة : لا أشبع الله بطنه قال : فما شبع بعدها ، وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه ، أما في دنياه فإنه لما صار إلى الشام أميرا كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها ، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ، ومن الحلوى و
[1] تذكرة الحفاظ ص : 698 - 701 . [2] البداية والنهاية ، ج 8 / 119 . [3] صحيح مسلم كتاب البر والصلة ، الحديث : 96 ، وخطاني : ضربني باليد المبسوطة بين الكتفين ، ص : 2010 أ ) وهذه الإضافة إلى آخرها من كلام ابن كثير .