اني أدين بما دان الوصي به * يوم النخيلة من قتال المحلينا [1] وقوله أيضا : والله من عليهم بمحمد * وهداهم وكسا الجنوب وأطعما ثم انبروا لوصيه ووليه * بالمنكرات فجرعوه العلقما [2] حديث عائشة يدل على أن عليا كان وصي الرسول ومما يدل على أن الامام عليا كان مشهورا بين الصحابة بأنه وصي رسول الله ( ص ) مضافا إلى ما أوردناه ، رواية أم المؤمنين عائشة كما في صحيح مسلم ، قال : ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا فقالت متى أوصى إليه فقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه قد مات فمتى أوصى إليه [3] . كانت أم المؤمنين عائشة بحاجة إلى استنفار الناس للحرب ضد الإمام علي والتي سميت في التاريخ باسم حرب الجمل ومن ثم نرى أن هذه المذاكرة لم تجر عفوا وإنما كانت شبيهة بالاحتجاج عليها في ما اشتهر للامام بأنه وصي النبي وكان هذا الموقف منها متناسبا مع هذا الواقع التاريخي وكذلك متناسبا مع مواقفها الأخرى مع الإمام علي فقد روى ابن سعد عن عائشة في خبر مرض رسول الله ( ص ) انها قالت : " فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين ابن عباس تعني الفضل ، وبين رجل آخر ، قال : عبيد الله : فأخبرت ابن عباس بما قالت قال : فهل تدري من الرجل الاخر الذي لم تسم عائشة ، قال : قلت : لا ! قال ابن عباس : هو
[1] الكامل للمبرد ( ج 2 / 175 ) وأورد البيت وتفصيل سبب انشاد السيد الحميري الشعر ، في الأغاني ، ط ، ساسي ( ج 7 / 21 ) . والسيد الحميري ، إسماعيل بن محمد ، كان واحدا من ثلاثة أكثر الناس شعرا في الجاهلية والاسلام ، كان مقدما عند الخليفتين المنصور والمهدي العباسيين ، توفي سنة : 173 ه . الأعلام للزركلي 1 / 320 . [2] في ترجمة السيد الحميري ، من الأغاني ( ج 9 / 6 ) . [3] صحيح مسلم * شرح النووي ، كتاب الوصية ، ( ج 11 / 89 ) ، وصحيح البخاري ، كتاب الوصية ، باب الوصايا ، فتح الباري ( ج 6 / 291 )