نام کتاب : مشكاة الأنوار في غرر الأخبار نویسنده : علي الطبرسي جلد : 1 صفحه : 564
بهذه الثلاث هان عليه الدنيا وإبليس [1] والخلق ، ولا يطلب الدنيا تكاثرا وتفاخرا ، ولا يطلب عند الناس عزا وعلوا ، ولا يدع أيامه باطلا ، فهذا أول درجة المتقين ، قال الله تعالى : * ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) * [2] . قلت : يا أبا عبد الله أوصني ، فقال : أوصيك بتسعة أشياء ، فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عز وجل والله أسأل أن يوفقك لاستعماله : ثلاثة منها في رياضة النفس ، وثلاثة منها في الحلم ، وثلاثة منها في العلم فاحفظها وإياك والتهاون بها ، قال عنوان : ففرغت قلبي له . فقال : أما اللواتي في الرياضة : فإياك أن تأكل مالا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله ، ولا تأكل إلا عند الجوع وإذا أكلت فكل حلالا وسم الله ، واذكر حديث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، فإن كان لابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " . أما اللواتي في الحلم : فمن قال لك : إن قلت واحدة سمعت عشرا ، فقل : إن قلت عشرا لم تسمع واحدة ، ومن شتمك فقل : إن كنت صادقا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لي ، وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لك ، ومن وعدك بالجفاء فعده بالنصيحة والدعاء [3] . وأما اللواتي في العلم : فاسأل العلماء ما جهلت ، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا ، قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ، ولا تفسد علي
[1] في نسخة ألف " النفس بدل إبليس " . [2] القصص ( 28 ) : 83 . [3] في البحار : الرعاء .
نام کتاب : مشكاة الأنوار في غرر الأخبار نویسنده : علي الطبرسي جلد : 1 صفحه : 564