وخرجوا عليه وبايعوا إبراهيم بن المهدي ولقب المبارك . فجهز المأمون لقتاله ، وجرت أمور وحروب ، وسار المأمون إلى نحو العراق فلم ينشب على الرضا أن مات في سنة ثلاث ، فكتب المأمون : إلى أهل بغداد يعلمهم أنهم ما نقموا عليه إلا بيعته لعلي وقد مات ، فردوا جوابه أغلظ جواب ، فسار المأمون وبلغ إبراهيم بن المهدي تسلل الناس من عهده ، فاختفى في ذي الجنة ، فكانت أيامه سنتين إلا أياما وبقي في اختفائه مدة ثمان سنين ، ووصل المأمون بغداد في صفر سنة أربع ، فكلمه العباسيون وغيرهم في العود إلى لبس السواد وترك الخضرة ، فتوقف ثم أجاب إلى ذلك . وأسند الصولي : إن بعض آل بيته قال : إنك على بر أولاد علي بن أبي طالب والأمر فيك أقدر منك على برهم والأمر فيهم ، فقال : إنما فعلت ما فعلت ، لأن أبا بكر لما ولي لم يول أحدا من بني هاشم شيئا ، ثم عمر ، ثم عثمان كذلك ، ثم ولي علي ، فولي عبد الله بن عباس البصرة ، وعبيد الله اليمن ، ومعبدا مكة ، وقثم البحرين ، وما ترك أحدا منهم حتى ولاه شيئا ، فكانت هذه [ منة ] في أعناقنا حتى كافأته في ولده بما فعلت [1] . قال ابن الجوزي : حكى الصولي : أن المأمون لما بايع علي بن موسى أجلسه إلى جانبه ، فقام العباسي الخطيب ، فتكلم ، فأحسن فأنشد : لابد للناس من شمس ومن قمر * فأنت شمس وهذا ذلك القمر قال علماء السير : فلما فعل المأمون ذلك شغبت بنو العباس ببغداد عليه وخلعوه من الخلافة ، وولوا إبراهيم بن المهدي والمأمون بمرو ، وتفرقت قلوب شيعة بني العباس عنه ، فقال له علي بن موسى : يا أمير المؤمنين النصح لك واجب والغش لا يحل لمؤمن ، إن العامة تكره ما فعلت منى ، والخاصة تكره الفضل بن سهل ،