responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ عزيز الله عطاردي    جلد : 0  صفحه : 15


فيمن يوليه عهده ويختاره لإمامة المسلمين ورعايتهم بعده وينصبه علما لهم ومفزعا في جمع ألفتهم ولم شعثهم وحقن دمائهم ، والأمن بإذن الله من فرقتهم وفساد ذات بينهم واختلافهم ، ودفع نزع الشيطان وكيده عنهم .
فإن الله عز وجل جعل العهد بعد الخلافة من تمام أمر الإسلام ، وكماله وعزه وصلاح أهله ، وألهم خلفاءه من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم ، عظمت به النعمة ، وشملت فيه العافية ، ونقض الله بذلك مكر أهل الشقاق والعداوة ، والسعي في الفرقة . والتربص للفتنة ، ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة فاختبر بشاعة مذاقها ، وثقل محملها وشدة مؤنتها ، وما يجب على من تقلدها ، من ارتباط طاعة الله ومراقبته فيما حمله منها .
فأنصب بدنه ، وأسهر عينه ، وأطال فكره ، فيما فيه عز الدين ، وقمع المشركين وصلاح الأمة ، ونشر العدل ، وإقامة الكتاب والسنة ، ومنعه ذلك من الخفض والدعة ، ومهنأ العيش علما بما الله سائله عنه ، ومحبة أن يلقى الله مناصحا له في دينه وعباده ، ومختار الولاية عهده ورعاية الأمة من بعده أفضل من يقدر عليه في ورعه ودينه وعلمه .
وأرجاهم للقيام في أمر الله وحقه ، مناجيا لله تعالى باستخارة في ذلك ومسألته إلهامه ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره ، معملا في طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن العباس وعلي بن أبي طالب فكره ونظره ، مقتصرا ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة عمن خفي عليه أمره جهده وطاقته حتى استقصى أمورهم معرفة ، وابتلى أخبارهم مشاهدة ، واستبرى أحوالهم معاينة ، وكشف ما عندهم مسائلة .
فكانت خبرته بعد استخارته لله واجتهاده نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في البيتين جميعا : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما

من حياة الإمام الرضا 104

نام کتاب : مسند الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ عزيز الله عطاردي    جلد : 0  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست