نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 7
والجلد ، فألف كتابه ( مسكن الفؤاد ) وقلبه يقطر ألما وحسرة وهو يرى أولاده أزهارا يانعة تقطف أمام عينيه . يقول رضوان الله عليه في مقدمة كتابه المذكور : ( فلما كان الموت هو الحادث العظيم ، والأمر الذي هو على تفريق الأحبة مقيم ، وكان فراق المحبوب يعد من أعظم المصائب ، حتى يكاد يزيغ له قلب ذي العقل ، والموسوم بالحدس الصائب ، خصوصا ومن أعظم الأحباب الولد ، الذي هو مهجة الألباب ، ولهذا رتب على فراقه جزيل الثواب ، ووعد أبواه شفاعته فيهما يوم المآب . فلذلك جمعت في هذه الرسالة جملة من الآثار النبوية ، وأحوال أهل الكمالات العلية ، ونبذة من التنبيهات الجلية ، ما ينجلي به - إن شاء الله تعالى الصدأ عن قلوب المحزونين ، وتنكشف به الغمة عن المكروبين ، بل تبتهج به نفوس العارفين ، ويستيقظ من اعتبره من سنة الغافلين ، وسميتها ( مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد ) ورتبتها على مقدمة ، وأبواب ، وخاتمة ) ( 1 ) . ويمتاز كتاب ( مسكن الفؤاد ) - على صغر حجمه - بخصوصية موضوعه ، مما جعله مرجعا يعتمد عليه في بابه ، فقد ركن إليه جمع من أصحاب الموسوعات الروائية كالعلامة المجلسي في بحار الأنوار ، والشيخ الحر في الجواهر السنية والشيخ النوري في مستدرك الوسائل ، وغيرهم . يقول العلامة المجلسي في بحار الأنوار ، في بيان الأصول والكتب المأخوذة منها : ( . . . وكتاب مسكن الفؤاد . . . للشهيد الثاني رفع الله درجته ) ( 2 ) . وقال الشيخ الحر في مقدمة كتابه الجواهر السنية : ( ونقلت الأحاديث المودعة فيه من كتب صحيحة معتبرة ، وأصول معتمدة محررة ) ( 3 ) وكتابنا أحد هذه الكتب الصحيحة المعتبرة . . . وقال السيد الخونساري في معرض حديثه عن كتاب مسكن الفؤاد : ( وإن لكتابه هذا فوائد جمة ، وأحاديث نادرة ، ولطائف عرفانية قل ما يوجد نظيرها في