نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 64
بجرجان [1] ، فلما بلغه الخبر قال : الحمد لله الذي توفى مني شهيدا آخر . وروي البيهقي : أن عبد الله بن مطرف مات ، فخرج أبوه مطرف على قومه في ثياب حسنة وقد ادهن ، فغضبوا وقالوا : يموت عبد الله وتخرج في ثياب حسنة مدهنا ؟ ! قال : أفأستكين لها ، وقد وعدني ربي تبارك وتعالى عليها ثلاث خصال ، هي أحب إلي من الدنيا وما فيها ، قال الله تعالى : ( الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [2] . ودعا رجل من قريش إخوانا له ، فجمعهم على طعام ، فضربت ابنا له دابة لبعضهم فمات ، فأخفى ذلك عن القوم ، وقال لأهله : لا أعلمن صاحت منكم صائحة ، أو بكت منكم باكية ، وأقبل على إخوانه حتى فرغوا من طعامه ، ثم أخذ في جهاز الصبي ، فلم يفجأهم إلا بسريره ، فارتاعوا وسألوه عن أمره فأخبرهم ، فعجبوا من صبره وكرمه . وذكر : أن رجلا من اليمامة دفن ثلاثة رجال من ولده ، ثم احتبى في نادي قومه يتحدث كأن لم يفقد أحدا ، فقيل له في ذلك ، فقال : ليسوا في الموت ببديع ، ولا أنا في المصيبة بأوحد ، ولا جدوى للجزع ، فعلام تلومونني ؟ وأسند أبو العباس عن مسروق عن الأوزاعي ، قال : حدثنا بعض الحكماء ، قال : خرجت وأنا أريد الرباط [3] حتى إذا كنت بعريش [4] مصر إذا أنا بمظلة ، وفيها رجل قد ذهبت عيناه ، واسترسلتا يداه ورجلاه ، وهو يقول : لك الحمد سيدي ومولاي ، اللهم إني أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك ، كفضلك على سائر خلقك ، إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا . فقلت : والله لأسألنه ، أعلمه أو ألهمه إلهاما ؟ فدنوت منه ، وسلمت عليه ، فرد علي السلام ، فقلت له : رحمك الله ، إني أسألك عن شئ ، أتخبرني به أم لا ؟ فقال : إن كان عندي منه علم أخبرتك به ، فقلت : رحمك الله ، على أي فضيلة من فضائله
[1] جرجان : مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان ، فبعض يعدها من هذه ، وبعض يعدها من هذه ( معجم البلدان 2 : 119 ) . [2] البقرة 2 : 156 و 157 . [3] الرباط : ملازمة ثغور البلاد استعدادا للعدو . ( القاموس المحيط - ربط - 2 : 360 ) . [4] العريش : مدينة بمصر على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، في حدود مصر على الشام ) معجم البلدان 4 : 113 ) .
نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 64