نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 54
وآله فقال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله قولا سررت به ، قال : ( لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول : اللهم آجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها ، إلا فعل ذلك : به ) . قالت أم سلمة : فحفظت ذلك منه ، فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت : اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منه ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت : من أين لي خير من أبي سلمة : فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أدبغ إهابا [1] ، فغسلت يدي من القرظ [2] وأذنت له ، فوضعت له وسادة أدم [3] حشوها ليف فقعد عليها ، فخطبني إلى نفسي صلى الله عليه وآله . فلما فرغ من مقالته قلت : يا رسول الله ، ما بي أن لا يكون بك الرغبة ، ولكني امرأة في غيرة شديدة ، فأخاف أن ترى مني شيئا يعذ بني الله به ، وأنا امرأة قد دخلت في السن ، وأنا ذات عيال . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( أما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك ، وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي ) قالت : فقد سلمت نفسي لرسول الله ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت أم سلمة : فقد أبدلني الله عز وجل بأبي سلمة خيرا منه : النبي صلى الله عليه وآله [4] . وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن للموت فزعا ، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم اكتبه عندك من المحسنين ، واجعل كتابه في عليين ، واخلف على عقبه في الآخرين ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ) [5] . وعن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : ( إن النبي صلى الله عليه وآله قال : من أصابته مصيبة فقال إذا ذكرها : إنا لله وإنا إليه راجعون ، جدد الله
[1] الإهاب : الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ ( لسان العرب 1 : 217 ) . [2] القرظ : شجر يدبغ به ، وقيل : هو ورق السلم يدبغ به الأدم . ومنه أديم مقروظ . ( لسان العرب 7 : 454 ) . [3] الأديم : الجلد ما كان ، وقيل : الأحمر ، وقيل : هو المدبوغ ( لسان العرب 12 : 9 . ) . [4] مسند أحمد 4 : 27 ، والبحار 82 : 139 . [5] الجامع الكبير 1 : 265 . الفتوحات الربانية 4 : 124 ، والبحار 82 : 141 .
نام کتاب : مسكن الفؤاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 54